أيهمــا سيكون أفضـل للعـرب "كلينتـون أم ترامـــب " ؟
- مع اقتراب موعد إجراء الأنتخابات
الرئاسية الأمريكية والمقرر إجراؤها في يوم الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 والتي سيتم
خلالها الحسم في شخصية الرئيس 45 للولايات المتحدة، ويحتدم الصراع يوم بعد يوم بين
المرشحة للحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، والمرشح الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب
، صراع طبيعي بين المرشحين عكسته الملفات الساخنة التي يعيشها العالم والمنطقة
العربية خاصة، وهو ما قد
يمهد الطريق إلى استراتيجيات دولية مختلفة في التعامل مع هذه الملفات بالغة
الخطورة ، وهنا يتسأل البعض .. أيهمـا سيكون أفضل للعرب :كلينتـون أم ترامـــب ؟
ـ وبحسب ما يراه محللون
فإن هناك خمس ملفات أساسية في الشرق الأوسط تطرح نفسها على الساكن المرتقب الجديد
للبيت الأبيض وهي: الأزمة السورية التي دخلت عامها السادس دون حل يظهر في الأفق،
ومسلسل الفوضى الليبية على الصعيد السياسي والأمني، ومكافحة تنظيم "داعش"
الذي تحول بعملياته الإرهابية غربا لتعويض خسارته شرقًا، وكذلك أزمة اللاجئين
المتفاقمة، وأخيرًا القضية الفلسطينية ومفاوضات السلام مع إسرائيل.
1. الأزمة السورية :
دونالد
ترامب : يري
لأن الأسد سيئ ولكن داعش أسوأ، ويري أن يسمح لداعش بقتال الأسد وبعد ذلك التقاط ما
تبقي عن طريق روسيا السماح للروس من التخلص من داعش في سوريا، ليرسم بذلك استراتيجية إعطاء مساحة
لداعش لقتال الأسد، ومساحة أكبر لروسيا لقتال التنظيم، دون تدخل أمريكي في سوريا .
هيلاري كلينتون:
تؤيد مزيدا من التدخل للولايات المتحدة، وذلك من
خلال إقامة منطقة حظر جوي شمالي سوريا، وإرسال قوات أمريكية خاصة بشكل فوري لدعم
وتدريب المعارضة السورية المعتدلة.
2. ليبيا.. توجه مشابه ووسيلة مختلفة
دونالد ترامب : يركز تراب على الأثار السلبية التي نتجت عن التدخل العسكري
السابق في ليبيا عام 2011 ،ويري أن التدخل تسبب في العديد من المشاكل والأخطاء في
البلاد.
هيلاري كلينتون: تدافع كلينتون بشكل واضح عن تخلص الولايات المتحدة من
القذافي، معتبرة أن واشنطن ساعدت الليبين في "إقامة دورتين انتخابيتين ناجحتين وهو الأمر الذي
لم يكن سهلا"
3. "داعش".. استراتيجية شاملة مقابل السلاح فقط:
دونالد ترامب : يرى أن قوة السلاح فقط هي الأنسب للتعامل
مع تنظيم "داعش"، لدرجة أنه لم يستبعد استخدام النووي للتخلص منه، قائلا
في مقابلة مع قناة "إم إس إن بي سي": "سأقوم بمحاربة داعش بكل ما لدينا
وسأوجه كبار القادة العسكريين لتكبيدهم شر هزيمة".
هيلاري كلينتون: تري كلينتون أن مكافحة اللإرهاب تكون وفق استراتجية شاملة، تتضافر فيها
الجهود على كافة الأصعدة العسكرية والدبلوماسية والمالية والإعلامية، كما تري أن
الحرب على الإرهاب حرب عالمية تتشارك فيها جميع الأطراف وتقودها أمريكا.
4. اللاجئين ووتبــاين وجهات النظر:
دونالد ترامب : يتبنى سياسة
وقف تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط، ويتهمهم باتنزاع وظائف من المواطنين
الأمريكيين ويتحدث عن أن فقراء بلاده أولى بالأموال التي تنفق على اللاجئين
السوريين.
هيلاري كلينتون: تتبنى موقف معاكس لمنافسها حيث تدعم
أزمة اللاجئين وأعلنت عن عزمها إنشاء وزارة جديدة لشؤون المهاجرين حال فوزرها بالانتخابات.
5. القضية الفلسطينية ومغازلة إسرائيل:
دونالد ترامب: يتخذ موقفا حياديا بشأن مفاوضات السلام
بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ففي الوقت الذي صرح فيه مرارًا بأنه سيعمل على
اتفاق سلام دائم بين الطرفين يعود ليشدد على صعوبة الأمور رغم هذا الموقف لكن ترامب لا ينكر أنه
مؤيد جدا لإسرائيل، قائلا إنه "لا أحد يحب إسرائيل أكثر منه".
هيلاري كلينتون::
تؤيد "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" أمام ما أسمته "استفزازت (حركة
المقاومة الإسلامية) حماس"، معلنة في الوقت نفسه أنها ستدفع لعقد مفاوضات إسرائيلية
فلسطينية لحل الدولتين، إلى جانب التزامها بضمان "أمن إسرئيل وتفوقها العسكري
النوعي".
ومما لاشك فيه أنه هناك قضية عربية أخري تطرح نفسها في السباق الأمريكي
ايضا كـالملف النووي اللإيراني وتدعياته على أمن دول الخليج، والأزمة اليمنية،
والأوضاع الأمنية بالعراق والتواجد الروسي بالشرق الأوسط،مما سنشهد على سياسية
أمريكية جديدة في تعاطيها مع هذه القضايا أما في المجتمع العربي فهو غير متفائل
بكلا من المترشحين وهذا بعد ما جناه من عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش من إحتلاله للعراق
وغزوه لأفغانستان، ولم عهد أوباما الرئيس الديمقراطي أكثر عنفا ودموية من سبقه
،ففي عهده دمرت ليبيا وتششت الصف العربي بسبب التدخلات الأمريكية في الشؤون
الداخلية العربية وتزويد الجماعات المسلحة ,, وتبقي إسرائيل هي المستفيد الأكبر
مما يجري اليوم في العالم العربي.
جلال مرزوق.
التعليقات