![]() |
جيلالي بلغليم الأمين العام للمنظمة الوطنية لتواصل الأجيال |
كثيرا ما اختلفت الآراء حول الولاء الذي ترسوا تحته المنظمة الوطنية لتواصل الأجيال، إلى جانب العديد من التساؤلات والقضايا أخرى. حيث تعتبر "تواصل الأجيال" من أعرق المنظمات الجماهيرية عبر التراب الوطني، ولهذا كان للوسيط المغاربي أون لاين التقرب من المسؤول الأول للمنظمة من أجل التعرف أكثر على هذا الصرح الوطني وكان لنا معه هذا الحوار:
حاورته: ليليا إحدان.
لو نبدأ بتعريف موجز حول المنظمة، كيف يمكنكم تعريفها؟
تأسست المنظمة الوطنية لتواصل الأجيال سنة 1995 من طرف رجال كان هدفهم الوحيد إنقاذ الجزائر من محنتها، و لأن هؤلاء الرجال كانوا يملكون روح وطنية فقد حملوا السلاح في وجه الإرهاب من جهة وأسسوا المنظمة الوطنية لتواصل الأجيال من جهة أخرى
ما هي أهداف المنظمة؟
كان الهدف الأساسي للمنظمة في بداية تأسيسها هو العمل على مشاريع اقتصادية لأن الوطن كان يحتاج لمثل هذه المشاريع من أجل النهوض بالاقتصاد الوطني، فكانت لنا فكرة إنتاج "مادة الصوجا" وكان لنا طموح في زراعتها وهذا أيضا من أجل منع استيرادها و تقليل الواردات، وبالرغم من أن المواطن الجزائري في تلك الفترة لم يكن على دراية تامة بنوع هذا المنتوج و لماذا يفيد إلا أن المنظمة قامت بالتعريف بهذا المنتوج وعملت على تجسيد الفكرة ولكن للأسف المشروع تعثر ولم ينجح لسببين لا ثالث لهما وهما غلاء المادة الأولية وقلّتها وكذا الخبرة المنعدمة للفلاحين في زراعة مثل هذه المادة.
بخصوص أنشطة المنظمة، من أي مصادر تتحصل على تمويلها؟
لحد الآن ليس لدينا أي مدخول من أي مصدر بل المنظمة تنشط بأموالها الخاصة أي من أموال الأعضاء المنخرطين فيها. ولم نتلقى أي مساعدة من أي طرف منذ التأسيس. وهذا أمر يرهق خزينة المنظمة في أغلب الأحيان.
معروف أن جل المنظمات الجماهيرية في الجزائر تنحاز إلى حزب معين، فهل هو الحال بالنسبة لمنظمتكم؟
أريد أن أوجه رسالة من هذا المنبر لكل من يقول أن منظمة تواصل الأجيال منحازة لذاك على حساب ذاك أن منظمتنا ليس لها أي ميول لأي حزب بل هي منظمة حرة مستقلة. والحقيقة أن هناك عروض من بعض الأحزاب حيث يعرضون علينا أن تكون المنظمة تحت ولائهم لكن أنا شخصيا كأمين عام أرفض هذه العروض لأسباب كثيرة من أهمها أن بعض المناضلين في منظمة تواصل الأجيال لهم ميولات لأحزاب أخرى أكثرهم يميلون للحزب الأول في البلاد ولهذا لا أريد أن أخلط عليهم الأمور.
في هذا الخصوص أيضا هناك من يتحدث عن انحياز منظمتكم لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي" فما مدى صحة هذا الموضوع؟
كلام غير صحيح بتاتا ولا أساس له على الإطلاق.
في رأيكم مالذي جعل هذه الفكرة تروج؟
الفكرة روجت لأنني أولا "ابن شهيد"، وفي الوقت الذي أرادت فيه الجزائر أن تستعيد سيادتها كان عليّ أن أنضم إلى هذا التجمع وهذا بين 1997 إلى 1999، وانسحبت بعد ذلك لأن الرجال الذين بنوا هذا التجمع مخلصين لكن التابعين والمنضمين ابتعدوا عن مسار و المبادئ التي اسس من أجلها الحزب.
كنتم كمنظمة من أبرز الداعمين للرئيس الحالي من أجل العهدة الرابعة سنة 2014 وقد نسق أنذاك الدكتور عبد الحفيظ لحول كتلة للتواصل ، وقد شاركته أحزاب ومنظمات وجمعيات على غرار الحكم الراشد، فهل لا تزال المنظمة داعمة للرئيس؟
نعم، مازلنا داعمين للرئيس بوتفليقة و سنبقى كذلك.
ما الذي يدفعكم لمساندة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟
نسانده بسبب جل ما قام به من أجل الجزائر من استرجاع وتوفير للأمن والاستقرار، وكل المشاريع الكبرى التي قام بها.
وهل لازلت المنظمة تنسق مع حلفائها أم أن التحالف كان مرحلي؟
التحالف كان مرحلي لكن مازلنا على مبادئنا.
نستذكر في هذا المقام الدكتور "عبد الحفيظ لحول" الذي وافته المنية منذ أكثر من عام، إلى أي مدى أثر رحيله على قيادة المنظمة و مناضليها؟
رحل لحول كجسد لكن بقيت مبادئه على حالها ولم تمت، وبالرغم من أن وفاته كانت صدمة للجميع لكن تحدينا هذا الظرف ووسعنا المنظمة أكثر والسبب الرئيسي في نجاحنا ذلك هو أننا لم نبتعد على ما كان يريده و يسعى إليه.
ماذا عنكم سيدي، هل لكم أن تقدموا لنا من هو جيلالي بلغليم؟ وكيف توليتم أمانة المنظمة؟
![]() |
جيلالي بلغليم الأمين العام للمنظمة الوطنية لتواصل الأجيال |
أنا من مواليد ثورة نوفمبر و بالتحديد في 1957 من أسرة فقيرة، وأنا إبن شهيد حيث استشهد الوالد في جبال الأوراس، وأنا مهندس متخصص في نقل وتوزيع "البيتروكيمياوية"، بحيث أنني أحوز على شهادة مهندس في البيتروكماويات وشهادة مهندس في الأمن الصناعي تقلدت مناصب حساسة في شركة "سوناطراك"، وهذا في الجانب الشخصي، أما في الجانب السياسي فكنت منتخب في المجلس الشعبي الولائي لمستغانم، وكذا كنت أمين عام بلدي للأرندي ومن المندوبين المؤسسين له، وفي سنة 2000 عدت إلى "حزب جبهة التحرير الوطني" إلى يومنا هذا، أما فيما يخص عملي في المنظمة فبدأت كعضو فيها وتقلدت منصب أمين ولائي لمستغانم، ثم كلفت كمنسق للغرب و الجنوب الغربي، وبعد ذلك في 10 جانفي 2014 في المؤتمر ال3 انتخبت كأمين عام للمنظمة.
ما الجديد الذي أتيتم به للمنظمة؟ وما هي أبرز انجازاتكم بعد توليكم أمانتها؟
أولا قمنا بإعادة الهيكلة عبر التراب الوطني، لأن بعض الأعضاء غابوا عن الساحة حسب الإحصائيات التي قمنا بها، كما خصصت احتفالات للأعياد الوطنية كنشاطات رسمية، والآن نطمح إلى خلق استراتيجية للدراسات و نبحث عن إعطاء دروس خصوصية للتلاميذ، وتوعيتهم وتحسيسهم لتجنب الآفات الاجتماعية.
ومن جهة أخرى نسعى من خلال منظمتنا لإعطاء نظرة للشباب حول الماضي، الحاضر والمستقبل. وغرس الروح الوطنية في الجيل الحالي والجيل الجديد، وقمنا بإطلاق برنامج للشباب والذي عرف بدوره نجاحا ملحوظا، ونحن كذلك على حافة إطلاق مشروع مكتبة حيث تنقصنا بعض الترتيبات فقط و نعلن افتتاحها بإذن الله.
كان "لحول" ينادي إلى توسيع المنظمة لتشمل الدول العربية وكذلك الإفريقية عبر تأسيس المنظمة العربية لتواصل الأجيال والمنظمة الإفريقية لتواصل الأجيال، هل القيادة الحالية على هذا الهدف؟
بكل تأكيد، لانزال متشبثون بالهدف ونحن نسعى لتعبئة الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج عبر فتح مكاتب في كل دول العالم، وقد عينت المنظمة، مؤخرا، ممثلا لها بفرنسا.
كلمة أخيرة لقراءة الجريد:
أولا أشكر "الوسيط المغاربي أون لاين" على هذا الحوار الشيق وكل الطاقم العامل بها، وأتمنى أن تجد المنظمة آذان صاغية من أجل المضي بالبلد إلى أحسن حال، وأذكر من خلال منبركم الكريم أن رسالة المنظمة هي صون وتحصين بيان أول نوفمبر، وهي مفتوحة للجميع.
ل.إ
التعليقات