![]() |
مصعب سعدوني |
حب الأوطان من الإيمان...هذا ما تعلمناه في المدارس والمؤسسات
التربوية وطبقه شعب وادي الطاقة (الجزائر) في الشوارع وفي الساحات العمومية لأزيد
من عامين متتاليين عقب قرار إنشاء مصنع للإسمنت من طرف السلطات بالمنطقة التي تعرف
بطابعها الزراعي الرعوي والسياحي أيضا
.
هي دروس مجانية أعطاها سكان هذه البلدة الهادئة وعلى الهواء مباشرة في الديمقراطية والاحتجاج بالطرق السلمية الحضارية معبرين فيها عن رفضهم لهذا المشروع الذي سيفقد للطبيعة عذريتها وللإنسان حقه في عيش كريم ، قد يكون الأمر عاديا بالنسبة للكثير لكن مسيرة النضال التي خاضها الشعب لا مثيل لها على مستوى العالم العربي ، لاسيما وأن قادة الحراك أغلبهم شباب أتيحت لهم الفرصة فأعطوا مثالا في المواطنة والوعي الذي فقدناه ومازلنا نبحث عنه وقد نسينا أنه مدفون في أنفسنا أو بتعبير آخر نحن من وأدناه.
أول خطوات هذا النضال السلمي ، كان بمعارضة كل فعاليات المجتمع المدني للمشروع ورفضهم القاطع له رغم تباين أفكارهم و مبادئهم . ليخرج بعدها الآلاف إلى الساحات العمومية والشوارع حفاظا على البيئة و صحة الإنسان والحيوان ،رافعين شعارا واحدا "السلمية والتعقل" ،الذي فقدناه كثيرا في مجتمعاتنا فأصبحنا نخرب المؤسسات و نغلق الممرات ونسينا أننا من يستغلها وانها قد أنشئت لقضاء حاجيتنا ،للأسف نجني ثمار حماقتنا ...
صاحب المصنع صرح بأن مشروعه بنسبة صفر تلوث ليقول الشعب كلمته ويعلنها للعالم أن حراكه صفر فوضى ، الرد جاء سريعا بحملة تشجير واسعة شهدت مشاركة شباب جاؤوا من كل ربوع الوطن ليصبح النضال إيكولوجيا قبرت فيه كل الصراعات الإيديولوجية .
ولعل موجة الوعي التي شهدتها (إغزر نثاقة) تعتبر تجربة فريدة من نوعها في الجزائر ، نأمل أن يعتبر منها الجميع و يتعلم هذا الدرس الذي أعطي في المواطنة والوطنية ، الجدير بالذكر أيضا أن الشباب كان هو المحرك والمدبر لكل الأحداث ففي رمضان تم تنظيم إفطار جماعي حضره العشرات و دورة رياضية شارك فيها المئات لامتصاص غضب الشارع والتوجه دائما للحلول السلمية المجدية ،الخط السلمي لحراك الشعب جعل القضية حدثا في الجزائر كسب من خلاله تضامنا واسعا خرج إلى ما وراء البحار وحرك الطبقة السياسية والمثقفة ، فأقلام الإعلاميين لم تجف ،وضغط البرلمانية لم يتوقف .
هي دروس مجانية أعطاها سكان هذه البلدة الهادئة وعلى الهواء مباشرة في الديمقراطية والاحتجاج بالطرق السلمية الحضارية معبرين فيها عن رفضهم لهذا المشروع الذي سيفقد للطبيعة عذريتها وللإنسان حقه في عيش كريم ، قد يكون الأمر عاديا بالنسبة للكثير لكن مسيرة النضال التي خاضها الشعب لا مثيل لها على مستوى العالم العربي ، لاسيما وأن قادة الحراك أغلبهم شباب أتيحت لهم الفرصة فأعطوا مثالا في المواطنة والوعي الذي فقدناه ومازلنا نبحث عنه وقد نسينا أنه مدفون في أنفسنا أو بتعبير آخر نحن من وأدناه.
أول خطوات هذا النضال السلمي ، كان بمعارضة كل فعاليات المجتمع المدني للمشروع ورفضهم القاطع له رغم تباين أفكارهم و مبادئهم . ليخرج بعدها الآلاف إلى الساحات العمومية والشوارع حفاظا على البيئة و صحة الإنسان والحيوان ،رافعين شعارا واحدا "السلمية والتعقل" ،الذي فقدناه كثيرا في مجتمعاتنا فأصبحنا نخرب المؤسسات و نغلق الممرات ونسينا أننا من يستغلها وانها قد أنشئت لقضاء حاجيتنا ،للأسف نجني ثمار حماقتنا ...
صاحب المصنع صرح بأن مشروعه بنسبة صفر تلوث ليقول الشعب كلمته ويعلنها للعالم أن حراكه صفر فوضى ، الرد جاء سريعا بحملة تشجير واسعة شهدت مشاركة شباب جاؤوا من كل ربوع الوطن ليصبح النضال إيكولوجيا قبرت فيه كل الصراعات الإيديولوجية .
ولعل موجة الوعي التي شهدتها (إغزر نثاقة) تعتبر تجربة فريدة من نوعها في الجزائر ، نأمل أن يعتبر منها الجميع و يتعلم هذا الدرس الذي أعطي في المواطنة والوطنية ، الجدير بالذكر أيضا أن الشباب كان هو المحرك والمدبر لكل الأحداث ففي رمضان تم تنظيم إفطار جماعي حضره العشرات و دورة رياضية شارك فيها المئات لامتصاص غضب الشارع والتوجه دائما للحلول السلمية المجدية ،الخط السلمي لحراك الشعب جعل القضية حدثا في الجزائر كسب من خلاله تضامنا واسعا خرج إلى ما وراء البحار وحرك الطبقة السياسية والمثقفة ، فأقلام الإعلاميين لم تجف ،وضغط البرلمانية لم يتوقف .
مسيرة الكرامة كانت
آخر محاور الدروس التي لقنها سكان إغزر نثاقة (التسمية باللغة الشاوية لوادي
الطاقة) حيث تجند الألاف في مسيرة حاشدة جابت شوارع البلدية وكان ذلك اليوم يوم
جمعة سموها جمعة النصر وكانت كذلك ، انتصرت إرادة الشعب فيها ودفعت باعلى السلطات
في البلد بالتدخل ، ليأتي قرار إلغاء المشروع من قبل رئيس الجمهورية .
معاني التعاون و التكافل لم تغب طيلة التجمعات التي توحد فيها الشعب حول مصلحته ومصلحة بيئته و حق الأجيال القادمة في العيش الهنيئ .
فعلا وادي الطاقة نموذج يحتذى به في السلمية و التحضر ، ومثال يقتدى به في المواطنة والوطنية . ولو عممت التجربة في العديد من الدول لما توصلنا إلى إراقة قطرة دم و البكاء على الردم.
معاني التعاون و التكافل لم تغب طيلة التجمعات التي توحد فيها الشعب حول مصلحته ومصلحة بيئته و حق الأجيال القادمة في العيش الهنيئ .
فعلا وادي الطاقة نموذج يحتذى به في السلمية و التحضر ، ومثال يقتدى به في المواطنة والوطنية . ولو عممت التجربة في العديد من الدول لما توصلنا إلى إراقة قطرة دم و البكاء على الردم.
بقلم: مصعب سعدوني.
التعليقات