![]() |
مصعب سعدوني |
بتاريخ 1 نوفمبر 2016 سيحتفل الشعب الجزائري الغالي بذكرى ثورته المجيدة.
تلك
الثورة التي اندلعت من أجل استعادة الكرامة المسلوبة للوطن والمواطن ، سيتذكر
بطولات أجداده وتضحيات آبائه و أعمامه ، سيتفاخر هذا الشعب المغبون ببسالة مجاهديه
وسيبكي دموعا تمتزج بفرحة حزينة على شهداءٍ فقدهم في الثورة النوفمبرية تمنى لو
عاشوا معه و استنشقوا عبق الاستقلال و الحرية.
كل هذه الأجواء سيعيشها في بيت يبدو للعيان أنه مهجور منذ زمن بعيد ويستحيل العيش فيه، رغم هذا سيسكن تحت سقفه الذي ينام تحته متذكرا الشهادتين خوفا من ان يسقط عليه في يوم من الأيام ، هذا السقف الذي لا يحميه حر الصيف ولا يقيه قر الشتاء! ، لا يوجد له مسلك معبد سوى طريق الحمير (حشاكم) وبعض التاركتورات ، سيروي ذلك المواطن البائس حياته لأبنائه قصصا لم تنتج في هوليوود ولا في بوليوود بعد قصصا درامية بامتياز تفصل بين أطوارها لقطات أكشنية (من الأكشن و الإثارة) وبعضُ مشاهد رعبٍ لا يسمح لأولاده مشاهدتها ولا الاستماع لها ، كل هذا تحت ضوء تلك الشمعة التي تحترق ألما عن حال هذه العائلة المحقورة. ليجف ريق ذلك البريء الذي سرعان ما تذكر أن منبع الماء الوحيد يبعد عن منزله بضع كيلومترات فقط!
كل هذه الأجواء سيعيشها في بيت يبدو للعيان أنه مهجور منذ زمن بعيد ويستحيل العيش فيه، رغم هذا سيسكن تحت سقفه الذي ينام تحته متذكرا الشهادتين خوفا من ان يسقط عليه في يوم من الأيام ، هذا السقف الذي لا يحميه حر الصيف ولا يقيه قر الشتاء! ، لا يوجد له مسلك معبد سوى طريق الحمير (حشاكم) وبعض التاركتورات ، سيروي ذلك المواطن البائس حياته لأبنائه قصصا لم تنتج في هوليوود ولا في بوليوود بعد قصصا درامية بامتياز تفصل بين أطوارها لقطات أكشنية (من الأكشن و الإثارة) وبعضُ مشاهد رعبٍ لا يسمح لأولاده مشاهدتها ولا الاستماع لها ، كل هذا تحت ضوء تلك الشمعة التي تحترق ألما عن حال هذه العائلة المحقورة. ليجف ريق ذلك البريء الذي سرعان ما تذكر أن منبع الماء الوحيد يبعد عن منزله بضع كيلومترات فقط!
ستملأ
الدموع مقلتاه ليعود بعد يأسه لحضن أبيه لعله يجيد عوضا لحنان الوطن وقبرا للهموم
و الآلام ليكمل بقية القصة التي ليست لها نهاية سوى موت نور الشمعة الراغبة بشدة
في الذبول لعدم تحملها لأكثر من هذا ..
هجرت
المكان وأنا متحسر على حال تلك العائلة الثورية المنسية وزرت المدينة علني أنسى هموم
الدوار وأحتفل بذكرى الثورة و الثوار ، الرايات هنا مرفرفة والأرصفة لامعة وكأني هاجرت
من دولة لدولة ،
هنا
قلة قليلة من المجاهدين وكثير من "الشوابين" (الكهول الذين يظهر الشيب في
رؤوسهم) فتذكرت جدي الذي أفتقده كثيرا المجاهد عبد الله (رحمه الله) وحضرت في بالي
كلمته التي لم أكن أفقهها لصغر سني ذلك الوقت :''نحن جهادنا كان في سبيل الله و في
سبيل تحرير الوطن ولم نجاهد من أجل الدورو والكارني ''
في المدينة
أيضا بعض رجال عليهم حراسة مشددة يرتدون بذلاتٍ لو رآها ذلك الصبي الذي كان طيفي معه
في الدوار لأصابه العمى من شدة اللمعان!؟.
أمسية
هادئة كدت أن أقضيها في المدينة لولا ذلك المشهد الذي يتنافى على ما ضحى به الأجداد
،فالكرامة اليوم في وطني أصبحت بعيدة المنال ، عائلة جزائرية تفترش الطروطوار وتأكل
من القمامة و الفضلات (أكرمكم الله) وطفلان يلتحفان غطاءً واحدا متشبثين بكراسيهما
،فعلا الزوالي ملاذه الوحيد هو الدراسة ، والمسؤول الجزائري يكرم بجائزة السكن من هيئة
الأمم المتحدة ،
احتفاليات
الذكرى الثانية بعد الستين وغيرها من المناسبات الوطنية سيحتفل بها سكان نادي الصنوبر
و أهل المرادية وسيتباهون أمام الكاميرات وسيصفق عليهم "الفقاقير" من قمة
القهر وسيبادلونهم بتلك النظرات التي لو تراها تعتقد أنك تنافس العملاق الروسي أو المارد
الياباني ،وفي حقيقة الأمر مازال الشعب يشتكي من زيادات في الفواتير وإذا خرج للمطالبة
بحقه وصفوه بالغاشي الحقير يريد فتنة في البلاد ويعرقل عجلة التنمية ،ضاربين النح عن
قانون المالية الذي سيدخل الوطن في اضطرابات اقتصادية وسيكون اللجوء كالعادة إلى الخصم
من المغبونة الشهرية ...
بقلم: مصعب سعدوني.
التعليقات