بقلم: رمضان بوشارب
في خاتمة العرس تأبط يد عروسه ، وقادها كالفرس الملجمة صوب غرفته، فهي ملك يمينه الآن إمرأته تحت إمرته، راح صوب مقصورته وأعين التائقات والتائقين، من وراءه تتبعه ...يا له من محظوظ تزوج بها (زوجوه)، في وجوههم أوصد باب الغرفة، واستفرد بها ليبدأ تقرير المصير بجلسة سرية على أضواء سهرة وردية.
وخارج الغرفة اشرأبت أعين وتتطاولت اعناق وألسن ...ترى هل سينجح في بناء أمة ، لقد زوجوه عنوة واغتصبوها حين فرضوا عليها رجل لا تعرفه ، غريب أتوا به من بعيد، مسكينة مفروض عليها أن تعيش تحت رحمة من لا يعرف ويجهل تاريخها.
لأنه كان ينتظر هاته الساعة ساعة الإنتقام من أهلها، نزع هندامه الأنيق وتجرد ليقف أمامها عريان عديم الأناقة.
أرعبها التعري الذي أصاب الرجل وراحت تتساءل في قرارة نفسها والخوف بعينيها، أ كل الرجال مثله عراة في داخلهم يغطيهم سواد سترة تلفهم؟
لا زالت تلبس الأبيض عذراء أمامه، حلة بيضاء سرعان ما تتلطخ بقطرات من دم أحمر قان، تقتضي الرجولة إراقته حسب الأعراف والعهود.
سألته ويتقدم نحوها كدبابة عدو تخترق حدود عذريتها...
ماذا ستفعل...ماذا تريد مني ...كيف جاءوا بك وكيف اوصلوك إلي؟ من أين اتو بك ؟
قال بلغة الولاية ولهجة الوصاية، عقد بيني وبينهم من القدم أن أبني فوق صرحك مملكتي وسأصنع منك أمة ليست كالأمم،فلا تعادي جبروتي وقوتي في الحكم عليك، أنتي الأن ملكي ومملكتي.
مسكين يجهل أن الأمر لطافة وأن القوة والبطش سخافة، انقض عليها كالأسد الضاري في غابته، يريد ان يفرض سلطانه على سلطنته، لأنه ورث الإفتراس عن أبيه.
قالت له: مهلا ...مهلا ماهكذا تبنى الأمم يا أسد، أ بفض البكارة تسقى الأرض دما؟ أ حين أفقد عذريتي أصبح ملكك؟
للأرض أهلها يفلحون ويصلحون ، ولكل فلاح حرثه، فإن فالح أرضك داوها من الأسقام واسقها، فبالسقي ينبت الزرع ويملأ الضرع، لا بالبطش والطيش يُرمى البذر .
سلم ، عانق أهلك ولا تهلك ...فبالحب تملك وتتملك...
فيا سيدي أ خاتمة العرس فض بكارة؟
هذا حال حكامنا ملوكنا امراؤنا، حين يحكمون ويتحكمون في الأمر، يضنون أنهم بالقسم واليمين قد ملكت أيمانهم ماملك الشعب ، وما ملك الشعب مما ملكوا...
ر.ب
التعليقات