بقلم: سهيل مناصر.
لا تتعجبوا ولا يذهب بالكم بعيدا فأنا لست من المتعاطفين مع "الفيس" ولا اشعر بالحنين للاندفاع الفوضوي لجماهير التسعينيات إنما مجرد ما اريد أن أعبر حوله هو رسالة من شاب مواطن، يعتقد أنه ينتمي إلى التيار الوطني المحافظ، إلى رجل سياسي جزائري عائد إلينا من زمن الأفكار "المقولبة والمربعة" !
وان كان الموضوع في جوهره لا يخاطب تعبير صورة شخص بحد ذاته بقدر ما يعني فئة واسعة من الحرس القديم وحاملي الأفكار الايديولوجية المقيتة التي فصل الشعب الجزائري المحافظ بطبعه في مصيرها وحدد وجهته الحضرية منها من منطلق تاريخه الضارب في جذور الوطن.
فالجزائري الذي حارب أجداده المحتل الفرنسي فسمي المقاتل فيهم مجاهدا والقتيل منهم شهيدا ونادى بعضهم بعضا ب "الخاوة" (الإخوة)، يكون بذلك قد فصل بشكل نهائي مسألة هويته.
وما توحد المجتمع بكل مكوناته، العربية والأمازيغية، من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، مجاهدا في سبيل الله من أجل تحرير الوطن وملتئما على قلب رجل واحد تحت راية " الله أكبر"، إلا تأكيد رسخه بيانه المرجعي 1 نوفمبر 1954 وبشكل صريح بدعوته لبناء دولة جزائرية، ديمقراطية اجتماعية، في إطار المبادئ الإسلامية.
فهذا هو برنامج الشعب الجزائري الذي يتوارثه عبر أجياله المتعاقبة أمانة تستدعي منّا المحافظة عليها وترسيخها في نفوس ناشئتنا. وهو البرنامج الجامع الذي ينطلق من شخصية الجزائري ويبحث في إطاره عن خطاب سياسي عملي يثير ويستجيب معالجة مختلف مشاكله اليومية وإيجاد الحلول لها ومرافقة انشغالاته وتطلعاته في دولة تجاوزت الحديث عن هويتها الثابتة، إلى الحديث عن مسائل الرفاه والتقدم والانفتاح والازدهار.. وحاسمة مواقفها من التساؤلات المضللة حول ال"من نحن".
والحقيقة في تصريح الرجل السياسي، عمارة بن يونس، الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية، الذي قال في وقت سابق، أن عهد "قال الله قال الرسول" قد ولّى وراح، اي ربما، بمعنى اندثر، لا يعدو أن يكون مجرد تعبير سطحي ساذج وسخيف يعبر عن خطاب ايديولوجي قاتم وغامض وغريب عنا، يستغربه المجتمع الجزائري بشكل تلقائي، ويعتقد ذلك مثارا لأسئلة رجعية، مقولبة ومربعة، تؤخرنا وترجعنا للوراء على حساب تقدمنا وتوجهنا بوثبات عالية نحو المستقبل بروح شخصيتنا المحافظة، وهو من جهة أخرى خلط فادح بينه وبين شعار الاندفاع الفوضوي لجماهير التسعينات "لا ميثاق لا دستور قال الله قال الرسول".
ولا أشكّ أبدا أن مصدر تصريح كهذا لعمارة بن يونس واصحابه، ما هو إلا عقدة عاطفية من زمن الاندفاع الفوضوي لجماهير التسعينيات قد لا يقصد معناه الحقيقي ..
وإلا فإنه يقول بطريقة غير مباشرة ان الشعب الجزائري قد حاد عن اصله !
وبكل تأكيد فإن عمارة بن يونس يدرك جيدا ان الحياد عن الاصل في المجتمع الجزائري يعني "شتيمة" !
ام ان صاحب "ينعل بو لي ميحبناش" لا يجد حرجا في سبّ الجزائريين واعتاد على ذلك في كل حدث وتصريح ومناسبة!؟
م.س
ام ان صاحب "ينعل بو لي ميحبناش" لا يجد حرجا في سبّ الجزائريين واعتاد على ذلك في كل حدث وتصريح ومناسبة!؟
م.س
التعليقات