أتراه هدوء يسبق عاصفة الحملة الإنتخابية المقبلة، أم سكوت حكمة وحنكة الدكتور ولد عباس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني ذاك الشيخ الذي يسير بخطى ثابتة، عكس سابقه عمار سعيداني.
ففي الوقت الذي يسارع حزب الأرندي المنافس العنيد للأفلان ، أو بالأحرى الشريك السياسي له في سلطة القرار و صناعة وملأ الحقائب الوزارية، نرى الهدوء يخيم على بيت الأفلان، مذ إقالة أمين الحزب الأسبق عمار سعيداني، الأمر الذي يبعث على الحيرة ويثير شكوك بعض محبي ومتعاطفي الحزب، والذين تذمروا من سياسة السرية التي ينتهجها مفبركي الحزب داخليا، وذلك لعدم وضوح الرؤية المستقبلية للحزب ، والضبابية التي تلف ملف تشريعيات هذا العام 2017.
هذا ويرد البعض أن المشكل القائم داخل بيت الأفلان ، هو نتيجة صراع الاجنحة داخل الحزب والذي لا يزال لحد الآن، منذ تنحية الأمين الأسبق. عبدالعزيز بلخادم، هذا الأخير والذي ينادي مؤيدوه داخل وخارج الحزب بعودته، حيث يتخوف الكثيرين من مناضلي الحزب وأنصاره الأوفياء من انقسامه الى كتلتين متضاربتين فيما بينهما ، و حول من يحكم زمام الأمور.
كما يذهب البعض في تخوفاته، من ان يعود سيناريو سنة2004 أين انقسم الحزب قسمين، جماعة المحافضون وجماعة التصحيحيون.
وهو الخوف الذي يعتبره ديمقراطيو الارندي الورقة الرابحة لهم في حال حدوث شرخ سياسي نضالي داخل الحزب العتيد، بالاضافة الى تسرب عديد من مناضلي الافلان والانضمام الى صفوف أحزاب أخرى قديمة وجديدة، ومنهم من قاموا بتأسيس أحزاب جديدة. وهذا ما يضاعف حظوظ الارندي في البقاء والتربع على عرش السلطة،ليصبح الوريث السياسي للسلطة بعد الافلان.
ومن الامور التي تعرقل طريق الافلان نحو الضفر بأغلبية برلمانية كالمعتاد هو عدم توصل قيادي الجبهة الى حل جامع يلم شتات الافلانيين ويقلص من هوة الشرخ القائم حاليا، وكذا القطيعة الملموسة بين قدماء الجبهة وشبابها، جراء عدم التنازل و تسليم المشعل لشباب الجبهة.
وهو نفس المشكل الحاصل والقائم في الارندي نتيجة اصرار ما يسمونه بالدينصورات وتمسكهم في البقاء على رؤوس القوائم الانتخابية.
ومن دلائل سقوط امبراطورية الافلان عدة أمور ملموسة ، يلحظها كل متتبع ومهتم بالشأن السياسي وكذا الجمعوي في الجزائر.
1-ضعف منظمة المجاهدين والتي بدأت يالانقراض و كبر سن اعضاءها.
2- تحزب اعضاء وقياديي النقابة الوطنية للعمال الجزائريين وتفرقهم عبر باقي الاحزاب.
3- 'فشل الاتحاد الوطني للشبسبة الجزائرية في البقاء على عهده.
4- تشتيت الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات وخلق جمعيات ومنظمات نسوية جديدة (معاصرة) ومناوءة
أسئلة كثيرة تبقى تطرح نفسها ، ترى هل سيستعيد الحزب العتيد انفاسه وتدارك الامر قبل التشريعيات القادمة ؟
وهل بمقدوره تجديد الثقة التي فقدها في بعض القسمات؟
أكيد أن الأمر عالق بين مستويين ، القيادة والروافد، لأن هشاشةالحزب في هشاشة الروافد.
بقلم: رمضان بوشارب.
التعليقات