فقد جاء تصريح وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة منسجما مع هذه المبادئ حيث اعتبر ما يجري في حلب السورية بأنه "هزيمة للإرهاب"،و أشاد الوزير رمطان العمامرة بانتصار الذي يحققها الجيش العربي السوري الذي نجح في "استعادة سيادته واستعادة المدينة (حلب)".
موقف الجزائر من الأزمة السورية كان وضحا وان اختلفت شدة اللهجة من وقت إلى آخر وفق مرعات السياق للأحداث الدولية.
وبالعودة الى تلك المبادئ والأسس التي بنت عليها الدولة الجزائرية والتي سبق أن صنعت عز و مجد الدبلوماسية الجزائرية في العديد من المحافل الدولية
تعد جوهرا اسايسا في تحريك الدبلوماسية الجزائرية تجاه الأزمات والأحداث الإقليمة.
فوقوف الجزائر إلى جانب الدولة السورية في بسط سيطرته لم يكن خيارا سياسيا بل كان نابعا من مبادئ ثابة في سياسية الخارجية حيث ظلت الجزائر تدعو إلى حل سياسي تفاوضي للأزمة بين السورين، وتعد الجزائر من بين الدول العربية التي لم تقطع علاقتها بالنظام السوري وهذا يبني على اساس مبدأ عدم التعامل مع حالة الفراغ في سوريا بل لابد من وجود مؤسسة قائمة بحد ذاتها لضمان السير القانوني والدستوري للدولة وعدم التعامل مع المجموعات المسلحة إنطلاقا من مبدئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة.
وهذا ما فعلته الجزائر فهي لم تعرف بالحكومة الإنتقالية الليبية إلا بعد ثلاثة أيام من سقوط العاصمة الليبية طرابلس لترفع الجزائر بعد ذلك العلم الثورة الليبية الجددية فوق السفارة اللبية بالجزائر العاصمة.
وقد عرف الموقف الجزائري تطورا بعد زيارة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد، لقاء يري فيه محللون أنه جاء كرد فعل على التقاربي الخليجي المغربي حول قضية الصحراء الغربية وتقديم رجال أعمال خليجين عروض إستثمار في الصحراء الغربية والذي تدافع الجزائر عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
تلت هذه اللقاءات زيارة لوزير خارجية سوريا والمغتربين وليد المعلم للجزائر ولقائه بعدد من المسؤولين الجزائرين وتأكيد الجزائر على حق الحكومة السورية في الدفاع عن وحدتها الترابية.
ويعتبر موقف الجزائر من بين الدول القليلة التي حافظت على توزناتها عبر عدم التدخل المباشر في الازمة السورية والتي تري في التدخلات الخارجية مزيد من التعقيد وإطالة في أمد الأزمة، ودعوا الجزائر الى إيجاد حلول سياسية عبر خلق قنوات الإتصال والحوار بين الأطراف السورية ، كما يحظي موقف الجزائر بإحترام حكومات العالم نظرا لموقفها المبني على أسس الحل السياسي.
ـ جلال مرزوق.
ـ جلال مرزوق.
التعليقات