هل ينفجر فينا قريبًا، لنخرج أحرارًا من المعتقل؟!.. أم أن الحرية
المسجيَّة معنا بين الجدران الرطبة، في السجون العربية.. أصبحت
شمسها مطفأة، وصار ليل العرب طويلً؟!
كيف لنا إذن بشمس يتفتَّح فيها الأقحوان، وتغدو الحرية التي معنا
في المعتقل، تشرق في فضاء الوطن بقصائد تهدِم المعتقل، وتحرِّر
السُّجناء في يوم الثورة الكُبرى؟!!
وهناك تخيلت في ناظري مشهد سينمائي ، عن الفارس الذي أشعل الظلام بسيفه.
وعاد إليهم وقد ناموا في الليل الطويل بلا أحلام إلا من خياله يعبر المكان جريحًا في القلب!، عدت إلى الرصيف منحنيا وإذا بي اسمع قرعات عكاز كهل مخيف الوجه وهزيل الجسد، وراح يبصرني متحدثا: أيها الشاب لما أنت حزين هكذا هل ماتت حبيبتك، أجبته محتارا مات وطن الأطفال فأصبح مطرب الدربكة يهتف باسم حزب الشهداء ويقنعنا بالرحيل إلى غير وطننا فركبنا الزوارق الشراعية الورقية وجعلنا قدرنا مرتبطا بريح المغيب، رفع العكاز نحو تلك القمّة وسألي دون تردُّد: هل ذهبتَ إلى هناك؟
أبصرت على طريق العكاز قبة المسجد فقلتُ بلا تردُّد: بالتأكيد،فقال اسجد واذكر ربك إذا نسيت هذا الوطن المجيد تحت رحمته هو الله وحده قادر على كل شيء
بقلم: سعيد الجزائري
التعليقات