تخيلوا معي وهذا ما نتمناه أن يكون في مجتمعنا الجزائري، علما أنه واجب وليس بحلم.
قلت تخيلوا نأتي بصيني لا يؤمن الا بالعمل كما تعرفون، ونضعه بيننا فنحتويه ليأخذ أحسن مما أتى به .لكن
ومن خلال تعاملاتنا وافكارنا السلبية بيننا ومعه، حتما سيتكيف ويتأقلم وعقلياتنا..سيتعلم السب والشتم..التجارة (التبزنيس) التواكل والبحث عن الدعم من البنك (السلفية ومشاريع تشغيل الشباب) وغيرها من السلبيات الأخرى حتما سيصبح فردا منا يتصرف مثلما نتصرف وباالتالي سيفقد صينيته (ليست صينية الشاي او القهوة ) وسنتحمل وزره بتعاملاتنا وافعالنا التي صرنا نرفضها كجيل آمن بأن الدين عمل وتعامل وليس قول فحسب وليس ذكرى واعياد دينية فقط ، وأن الوطنية ليست مجرد شعار يُرفع فنردده في المناسبات و الاستحقاقات الوطنية.
ما اريد أن أصل بكم اليه، ليس ذاك الصيني أو الفرد الأجنبي عنا، إنما هو كيف نجغل أبنائنا يتأثرون بنا كأولياء واعين بالمسؤلية الملقاة على عاتقنا ،كمجتمع مسلم مسالم سليم من كل خبثِ فكرٍ اجنبي.
فلماذا لا نغير إذن من سلوكياتنا نحن ، فنصنع من بيئتنا مدرسة لتربية أبنائنا ، ماداموا يقضون جل أوقاتهم يلعبون أو يتسكعون في أزقة وشوارع المدينة بعيدا عن أعيننا، و هذا ليس برضى خاطر أو إهمال منا ، إنما هي اضطرارية العيش في الشارع بسبب ضيق المسكن، الفقر الذي يدفع بالأبناء الى الأسواق لإعانة أوليائهم على مصاعب الحياة،التسرب المدرسي( المرغم )بسبب المظلومة التربوية وأشياء كثيرة يجب أن تذكر .
إذن فلو جئنا وأردنا اصلاح هذا المجتمع وتربية ابنائنا، فإننا سنعجز لا محالة ليس ببسب ضعف أو عجز منا، أبدا بل بالعكس فنحن نسعى للخير ونسعى بالفعل، وبالفعل لأننا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
لكن العجز يكمن فينا،كوننا لا نواكب الزمن وكل مرة نفشل فيها نعاود الكرة لنبحث عن مناهج وايديولوجيات جديدة غريبة عنا وعن هويتنا ،و أبدا لا تتوافق و ديننا وعقلياننا.
لكن الحل الأنجع سهل وجد بسيط.فقط علينا أن نغير من سلوكياتنا، ونشمر على ساعد الجد و نعمل عل تأمين لقمة عيشنا بأيدينا، ولا ننتضر من أجنبي أن يضع لقمة العيش في أفواهنا ،ولانريد من أحد أن يربي لنا أبنائنا بدل منا.
ولهذا فالمطلوب منا نحن ان نتربى قبل أن نربي أبناءنا...
أن نغير ما بأنفسنا قبل أن نطلب ونطالب بالتغيير..
وما دمنا نملك بدائل هي في الأصل أصل النجاح لكننا فرطنافيها.
فلنغير انفسنا قبل كل تغيير.
|
التعليقات