سكيكدة: مسيكة لشهب
أجمع المشاركون في الندوة الوطنية حول دور الثقافة المادية واللامادية ومساهمتها في تنمية الاقتصاد الوطني التي احتضنت فعاليتها المكتبة المركزية لجامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة نهاية الأسبوع المنقضي وللتي نظمها المخبر العلمي للتراث الادبي الرسمي والهامشي لكلية الاداب واللغات بذات الجامعة، على الأهمية القصوى التي يكتسيها التراث الثقافي الجزائري بمقوماته الثرية ومدى مساهماته في خلق الثروة وتنمية الاقتصاد الوطني، داعيين السلطات إلى ضرورة اعادة تفعيل المجال بتكوين وتوظيف أساتدة مختصين لاعادة دفع القيمة الثقافية المادية لتلعب دورها في الاقتصاد الوطني.
وعالج الاساتدة المشاركون في الندوة بالشرح والتحليل كل المشاكل والعوائق التي تحول دون تطوير الشعبة بالجزائر على غرار بعض البلدان العربية وقدموا العديد منم الحلول التي يرونها النسب لتكوين الثقافة المادية لتلعب الدور المنوط بها في المساهمة في مداخل الخزينة العمومية وخلق مناصب الشغل.
فالأستاذ والمفكر الصادق بخوش قال في تحدثه عن الثقافة بشكل عام الثقافة المادية واللامادية واسهامها في التنمية الاقتصادية كمنظومة قيم رمزية ومدى العلاقة الجدلية والتداخل ما بين ماهو رمزي وما هو مجسد وحاولنا ان نفرق بين ما يسمى التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية من خلال رؤى جديدة أو حدثية لليونسكو بعد بحوث استمرت مدة 25 سنة وتوصلوا الى ماهية شروط التنمية الاجتماعية ومعوقاتها من بينها 10 وسائل التعليم، الصحة، العيش الكريم وغيرها الجوع البيروقراطية سوء التعليم و قد حاولنا في نهاية المطاف من خلال ما قدم من طرف المجتمعون بأن في الجزائر فيه قاعدة اقتصادية مهمة وهيكلية ومرافقية وفضاءات ثقافية كثيرة تحتاج الى تفعيل بما يجعل هذه الفضاءات نتنج ثروة مالية تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني لكن قبل ذلك يجب التركيز على الانسان بوصفه محور أو مركز كل عملية اقتصادية او استثمارية وبالتالي تركيزنا على الانسان بأبعاده المادية الروحية والمعرفية.
والثقافة المادية واللامادية بتركيزها على الانسان المبدع في مختلف المجالات السياحية الفلاحية الصناعية الا اذا طورها الانسان ، الثقافة ليست سلوك ورقص وغناء اذا اردنا تنمية اقتصادية لا بد من المرور على التنمية الاجتماعية التي مركزها هو الانسان وبالتالي الانسان هو مركز التنمية واعطى مثال على ذلك في الدول المتقدمة كاليابان وبالتالي الثقافة والجزائر بإمكانها أن تصدر ثقافتها وقيمها وجمال وفكر وثقافةدر اذ يجب ان نعيد النظر بشكل فكري وعلمي ومعرفي باستغلال القدرات التي نملكها وما هو كائن وما يجب أن يكون بغرض الرفع من قدرات الجزائر.
من جهته أكد الدكتور عبد القادر نطور رئيس المخبر العلمي للتراث الشعبي الأدبي الرسمي و الهامشي في محاضرته أن الندوة الوطنية العلمية حول الثقافة المادية واللامادية ومساهمتها في تطوير الاقتصاد الوطني لها دور كبير في تنمية الاقتصاد الوطني خاصة وان البلاد تزخر بطاقات و موروث مادي ثقافي متنوع يسهم في تطوير الاقتصادية وهي موارد اقتصادية هامة لكنها لاتزال مهملة وغير مستغلة بخلاف الكثير من الدول التي اهتمت بذلك وجعلت منه مدخول للاقتصاد كما هو الحال بدولة تونس الشقيقة التي تجني أموال باهظة في توظيفها للثراث المادي واللامادي في السياحة لكن الجزائر للأسف حسبه لا تزال متأخرة في هذا المجال و يؤكد نطور بأن المستقبل سيكون زاهرا بالجزائر خاصة في المجال السياحي وذلك لن يتأتى الا باستغلال الحرف التقليدية من خلال توفير اليد العاملة وتحقيق ذلك مرهون بمدى الاحساس بالتراث والثقافة المادية واللامادية وتوظيف الاطارات المختصة في هذا المجال من ذوي الكفاءات مشيرا الى ان جامعة سكيكدة ابرمت اتفاقيات متعددة مع العديد من القطاعات الاقتصادية.
أما عميد كلية الأدب واللغات بالجامعة البروفسور بوجمعة بوبعيو فقد ركز في كلمته التي ألقاها و في تصريحه لنا بأن تنظيم الندوة الوطنية تعد ضمن عدد من المحاور التي رسمناها في كليتنا لتكون متنفسا لطلبتنا أولا ولضرورة خلق نوع من النشاط العلمي والفكري معا لأن طالب الادب واللغات لا بد أن يكون على دراية بمتغيرات العصر التي تحيط به أي بمعني الا يكون مقتصرا على ما له علاقة بالأدب فقط شعرا أو نثر وانما يكون متوغلا في دواليب الحياة حتى يكون في مستوى التعايش مع مثل هذه المتغيرات.
في ضوء ذلك كانت الندوة الوطنية حول الثقافة المادية واللا مادية من منظور اقتصادي بحت بالدرجة الأولى لا سيما ونحن نمر بظر ف اقتصادي صعب ليس على مستوى الجزائر لوحدها بل على مستوى العالم في ظل هذه المتغيرات الاقتصادية التي أثرت سلبا في السيرورة الاقتصادية ثم ان هذه الندوة مرتبطة بما له علاقة بالثقافة الشعبية المادية منها والمعنوية في ظل هذا التفاعل الذي نحاول أن نقرب الطالب منه.
والهدف من تنظيم اليوم الدراسي هو التنوع الفكري لنا مجموعة من الملتقيات الوطنية والدراسية مسطرة من طرف الكلية خلال السنة الجارية لا تكون مقتصرة على الشعر.
وجاءت محاضرة الأستاذ بخوش لتعطي مصداقية لهذه الرغبة لطلبتنا بالدرجة الأولى.
تم اختيار الموضوع بالنظر لما نعيشه في ظرف اقتصادي صعب وهناك المقومات الثقافية ينبغي ان تتغير في أسلوب ونمط حياتنا بالأمس القريب كانت الجزائر تعيش في مستوى من البحبوحة لكن شاءت الأقدار أن تتغير المعطيات ومن ثم يجب أن نثقف النشأة المتمثل في هؤلاء الطلبة ليكونوا هم القدوة في مستوى الترشيد الاجتماعي والاقتصادي وأيضا ينبغي أن نكون على دراية بما يحيط حولنا من متغيرات ومعطيات ينبغي ان لا نعيش في اطار متقوقع.
هذا وقد عجت قاعة المحاضرات بحضور غفير للطلبة و الأساتذة على السواء.
التعليقات