لماذا الشعب ضد المعارضة والنظام في الجزائر
* فريقان وهدف واحد*
السياسيون المسؤولون في الجزائر، المتسببون في مآسينا، يختلفون في قناعاتهم ومشاربهم، وهم عموما فريقان، يوجد الحاقدون على إسلامنا وعروبتنا كقيم ومنهج حياة، ويوجد الحاقدون على الإسلاميين والعروبيين كأشخاص ومؤسسات من المعارضة والنظام على حد سواء مثلا عمارة بن يونس واويحي حاقدان على اسلامنا و لويزة حنون كذلك في الفريق المقابل ، وبوتفليقة وسلال وبن غبريت حاقدون على مؤسسات القيم والعروبة والفريق المقابل ممثلا في سعدي كذلك وضربنا المثال هنا فقط لتوضيح المعنى، لأن اللعب جماعي وليس فرديا.هم يختلفون في التفاصيل كما نرى ولكن خطوط الاتفاق بينهما بارزة، والنتائج المتوصل إليها واحدة، إن التفكير في إزاحة مادة التربية الإسلامية من الأطوار التعليمية في السابق، والتفكير في سحب اللغة العربية والتاريخ وغيرهما من امتحان البكالوريا، وسحب الشرح بالفصحى من التعليم الابتدائي هدف سجله ويسجله الفرونكفوليون في النظام الجزائري بضربة مباشرة، وسجله ويسجله الوطنيون المزيفون المعارضين للنظام بضربة مقصية، وفي المحصلة الكرة استقرت في شباك الشعب
النظام بصورته الكبيرة الحاكم ومعارضيه يعاملون الشعب على أنه خصم عنيد، فكان على الشعب أن يعامل النظام على مر عشرات السنين وإلى اليوم على أنه خصم مخادع، وكانت الخصومة سياسية فقط، يعني كان المسؤولون يخافون فقط من المزاحمة، لكن الخصومة صارت إيديولوجية يعني المسؤولون صاروا يكرهون ويخافون من الإسلام واللغة العربية، وقد ازداد هذا الخداع يوما بعد يوم حتى بات له ملامح واضحة وصوت مميز، ولتعرفنهم في لحون القول والفعل والتحالف والسياسة الداخلية والخارجية. حتى الحلول التي يقدمها النظام للمشكلات يؤخرها حتى يضيق الناس بالهم، تطبيقا لمبدأ إطفاء الحريق وإنقاذ الغريق في اللحظات الأخيرة من التشويق.
خدعتان ومصلحة مضمونة:
الغاز الصخري في عين صالح، المواجهة بين سكان الأرض الواحدة في غرداية، مشكلة توزيع السكنات في الأغواط، البكالوريا المميعة، العربية الفصحى المهددة بين أهلها، أزمات تندلع لحظة بعد لحظة، ومعارك تثور هنا وهناك، خدع جزئية، وكل خدعة جزئية منها تنتمي إلى الخدعة الأم، وهي إشغال الناس بأي شيء عن الشرعية الغائبة عن النظام.
والكلام عن الخدعة الكبيرة لا يعني أن نترك المعارك الصغيرة، ولكن المقصود هو الحذر من الأخطاء عموما، والتسلح بالوعي، مما أشرحه في ما يلي.
الحذر من شيئن:
- الحذر من ردة الفعل، فالمواجهة دقيقة وتحتاج إلى فعل صائب وليس أي فعل.
- والحذر من عدم الفعل والتباطؤ في مواجهة الأخطار.
والتسلح بثلاثة أشياء:
- الانخداع الواعي: ندخل المعارك الجزئية مع الانتباه إلى أنها خدعة للإشغال، لهذا نحن مضطرون لأن ننخدع بوعي، ننافح عن لغة القرآن، ولا ننسى في الوقت نفسه أننا ضد لاشرعية النظام.
- العمل النظامي: واجب المواجهة يقع أساسا على التنظيمات: أعضاء البرلمان الذين هم ممثلو الشعب، والصحفيين، والحقوقيين، والجمعيات، والنخب، فإذا لم يتحرك هؤلاء تحرك المواطنون فرادى.
- العمل المنظم: يُحترم فيه العمل الذي يكون وفق أطر، ويُستمع فيه للخواص والنخب المثقفة.
خاتمة:
إن الخداع الذي يمارسه النظام فكري ومؤسسي، يعني أنه يعتمد التخطيط، ويستند في تنفيذه إلى مؤسسات، فلا يمكن للمجتمع أن يواجه هذا الخداع المفكر بالعاطفة، ولا قوته المؤسسية بالعمل الفردي، ولا تنظيمه بالفوضى.
خطورة محاربة اللغة العربية والقيم بهذه المشاريع تكمن في الدلالة على هشاشة النظام الذي يريد أن يثبت وجوده المادي على حساب وجودنا القيمي والروحي، وخطورته تكمن في أن الإصرار على محاربة القيم ستنتج ثمارا مرة وجنونا داميًا.
بقلم مالك شرماط.
التعليقات