
يبدو ان المؤشرات والاستطلاعات الأولية لنسبة مشاركة الشباب في الانتخابات التشريعية، قد رسمت معالم سلبية لمستقبل ونتيجة حدث الرابع من ماي 2017.
فبالنسبة لي كشاب جزائري قررت المشاركة في هذه الانتخابات وهذا الامر ممكن عكس غالبية الشباب الجزائري الذي قرر المقاطعة لأنه ببساطة يعيشُ حالة من الاغتراب في مجتمعه ووطنه ولم تعد تهمه هذه المسرحيات طويلة الفصول! وذلك نتيجة لإرتباطه بمتغيرات وإفرازات المجتمع الذي نشأ فيه، وكل ذلك بسبب سياسات تمارسها بعض الاقطاب التي تدور بفلك السلطة على هذا الشباب المظلوم والمقهور، والذي ما تزال أزمة البطالة تلاحقه في كل مكان، وهو عاجز عن توفير لقمة العيش والمسكن كي يتزوج أو على الأقل أن يوفّر قوت يومه وهذا سبب كاف لزيادة الشعور بالاغتراب داخل الوطن، وفي البيئة المجتمعية الحاضنة لهم .
فهؤلاء الشباب الطامحين لمستقبلٍ أفضل، الطامحين إلى حقوق تضمنُ لهم كرامتهم في وطنهم، وتجعلهُم يشعرون بالأمان المعيشي الدائم، الطامحين حين يعبّرون عن رأيهم.. (سواء كانوا مع أو ضدّ) بأن يحترم رأيهم ُ،
وأنه حين يطالبون بحقٍ من حقوقهم المسلوبة، أن يُعطى لهم حقهم، فهم لايطالبون الكثير وما يريدونه هو فقط أن يتم احتواء مشاكلهم و أفكارهم، ومساعدتهم على تنمية قراراتهم، وتلبية مطالبهم وهم بحاجة إلى من يسمعهم.
وأنه حين يطالبون بحقٍ من حقوقهم المسلوبة، أن يُعطى لهم حقهم، فهم لايطالبون الكثير وما يريدونه هو فقط أن يتم احتواء مشاكلهم و أفكارهم، ومساعدتهم على تنمية قراراتهم، وتلبية مطالبهم وهم بحاجة إلى من يسمعهم.
ورغم إيماني التام بقدرتنا على الإنتاج والعطاء وبدرجة الوعي الثقافي والسياسي لدينا، فلم أجد أي شعارات تريد تأدية ما يطمح إليه الشباب، للأسف الشديد فإنني لم أر في البرامج الانتخابية للقوائم المرشحة التي اطلعت عليها أي مرشح يسعى لتحسين واقع الشاب الجزائري وهذا مادفع بشبابنا للمقاطعة.
اليوم من حقّ الشباب الجزائري بمجموعه أن يكون حرا في إختياره ،وأن يبحث عن حلول مشتركة لأزماته بعيدا عن هذه المسرحيات الهزلية ،فالصمت والحياد في هذه المرحلة هو خطيئة وجريمة كبرى لاتغتفر بحقّ الجزائر وشبابها،مجتمعها،أرضها ومستقبلها ، فالشباب لم يعد يحتمل مزيداً من الضغوط، و أصبح اليوم يعيش بين مطرقة الواقع المعيشي المأساوي بكل تجلياته، وبين سندان المستقبل المظلم المعالم ، وهذا مايُبرز حجم الخطر المستقبلي الذي ستفرزهُ هذه الأزمات بمجموعها ،والتي لايمكن أبداً التنبئ بنتائجها المستقبلية بحال أنفجارها.
في الأخير انا عمر ملياني قررت المشاركة لأن هو حق دستوري وواجب وطني وهذا ما تعلمته في نشاطات المجتمع المدني والعمل التطوعي في المنظمات الوطنية حيث تعرفت على الحقوق والواجبات التي على الشاب ان يعيها من خلال مشاركته في الانتخابات التشريعية القادمة.
بقلم: عمر ملياني.
التعليقات