
من المعروف عنه أنه ناقل للخبر من أي زمان ومكان، ودور الجهات المعنية اتجاهه هوتوفير الأمن و الأمان، لكن اليوم أصبح الصحفي عرضة للموت والخطر في أي مكان لأن السلطات لا تقوم بعملها على أكمل وجه.
صحيح أن الصحفي هو من اختار مهنته التي تسمى منذ القديم بمهنة المتاعب، واختارها وهو على علم بحجم الخطر الذي يحوم حوله لكن هذا لا يعطي الحق أبدا للمسؤولين بتجاهله والتقصير في حق تأمينه. وكثيرا ما سمعنا عن صحفيين فارقوا الحياة بطرق مختلفة وبشعة أثناء أداء واجبهم المهني لكن لم نرى أبدا ردة فعل قوية من طرف مسؤولي المجال إلا التنديد، التخوف والتضامن، هل حياة الصحفي لا تعني لكم إلى هذا الحد؟ أم أن اختياره لهذه المهنة تعني إمضاءه على شهادة وفاته؟ فمهما كان القسم الذي يعمل فيه الصحفي إلا أنه معرض في كل الأحوال إلى الخطر، فمنهم من يحتجز كرهينة، وآخرون يعذبون في السجون لمجرد تصديقهم لكذبة حرية التعبير، ومنهم من يطرد من عمله لأسباب أقل ما يقال عنها تافهة.
المهم أن موضوعنا اليوم ليس موضوع حرية التعبير لأننا كإعلاميين وصحفيين أدركنا تمام الإدراك أنها نسبية وليست مطلقة كي لا نقول أنها منعدمة في بعض الأحيان والمواقف. لكن موضوعنا اليوم يتجلى في عدم توفير الأمن للصحفي خاصة صحفيي الميدان الذين ينتقلون من مكان لآخر من أجل الوصول للمعلومة حتى لو كان ثمنها حياتهم.
فالصحفي السياسي معرض للموت في قلب المعارك خاصة في ظل الأزمات السياسية التي تجوب العالم وبعيدا عن ذلك معرض للتصفية من طرف الفاسدين، والصحفي الرياضي لن يسلم من الموت في الملاعب التي تحولت إلى حلبة مصارعة بين الأنصار في المدرجات، والصحفي الإقتصادي معرض لغشه في المعلومة، والصحفي الإجتماعي معرض للموت من طرف أصحاب الآفات الإجتماعية، والصحفي الثقافي معرض للإهانة من طرف أصحاب الفن. ربما سيجد معظمكم أن كلامي مبالغ فيه لكن هذا جزء بسيط من الحقيقة التي يتعايش معها الصحفي والإعلامي رغما عنه.
على المسؤولين إذن أن يتداركوا الوضع قبل فوات الأوان لأن الصحفي اختار هذا المجال بحب ورغبة منه في إيصال المعلومة بصدق ومصداقية، والحكم عليه بالموت بأبشع الطرق جريمة في حق الإنسانية عامة والإعلام بصفة خاصة. ومن جهة أخرى فعلى الإعلاميين أن يقفوا وقفة واحدة للحد من هذه الظاهرة التي باتت مستباحة في ساحة الإعلام وهي الإهانة، المساومة والموت.
بقلم: ليليا إحدان.
التعليقات