- قمة الأمور العقيدة، من هنا ننطلق أو دعني أقول نتفق أن الفصل في الحكم بين متناقضين بما أنزل الله سبحانه وتعالى في كتابه المنزل "القرآن الكريم" فإن لم يوجد الحكم وجب أن نلجأ إلى ما بعده السنة النبوية أو الإجماع أو القياس أو المصالح المرسلة كلا حسب أولوية الترتيب في إيجاد الحكم حيث تعتبر هاته الأخيرة أحد أهم ما شملتها دراستنا السطحية للدين الإسلامي العميق.
في ذلك اليوم الذي قربته الذاكرة بمجرد ذكرنا لأولوية مصادر الحكم تذكرت سؤالي إلى أستاذي في مادة القانون للسنة الثانية ثانوي بثانوية مولود قاسم نايت بلقاسم- بئر العاتر ففي درس تحت عنوان مصادر التشريع في الجزائر أفادنا الأستاذ أن أول ما يلجأ له القاضي الجزائري في إستنباط الأحكام هو التشريع ألا وهو مجموع القواعد القانونية التى تحكم وتضبط سيرورة المجتمع الجزائري عامة والصادر عن ثلة من أهل الكفاءة في تلكم الإختصاص، أما في المرتبة الثانية نجد القرآن الكريم ثم السنة النبوية ... هنا وبداخلي حدث صدام في نفسيتي فرفعت بيدي طالبا الإذن بالسؤال فقلت له:" يا أستاذ كيف لنا نحن كدولة مسلمة أن تجعل القرآن الكريم في المرتبة الثانية بعد مجموعة من القواعد والأحكام التى أوجدها أهل الإختصاص فهم في الأخير بشر لا أكثر فمن غير العقل أن يسبق الإنسان بحكمته حكمة خالقه وموجده ؟" وبعد حيرة وإضطراب عايشهما الأستاذ تلك اللحظة أجابني قائلا: "هذا ما درسته وما هو مقرر في برنامجكم السنوي ما عليا إلا أن أجعله في متناول التلميذ لا أكثر".
إلا أن إجابة أستاذي الغير منطقية وأعتبرها هروبا من المواجهة لم تكن بالفاصلة في إشكالي (السؤال) الذي كلفني عناء التفكير المتواصل، كلا بل جعلت من الكتب والشبكة العنكبوتية مسخرة فقط للإجابة على سؤالي لا غير، وفي رحلة بحث عميقة ومراجعة تفسيرات عدة لشيوخ وفقهاء في الدين صادفت خطبة للشيخ الشعراوي تحوى ما أحتاجه من إجابة مقنعة بالإضافة إلى العديد من الفتاوي التى تتوافق في ما بينها مع ما قاله الشيخ الشعراوي رحمه الله، بإختصار "من لم يحكم بما أنزل فأولئك هم الكافرون" في أكثر من موضع في القرآن الكريم يؤكد الله على إتباع أحكامه المنزلة والتقيد بها ومن يفعل خلاف هذا سيلقى عذاب السعير في الدنيا والآخرة، أما عن الآخرة فلن يختلفا إثنين في عهده سبحانه وتعالى للكافرين من عذاب السعير وأما عن الدنيا فهو ما نعانيه يومنا هذا من جرائم متتالية وأفعال يصعب على العقل فقط تخيلها وهاهي البراءة اليوم أضحت تسفك دمائها دون رحمة ولا شفقة كل هذا جزاء إبتعادنا عن أحكام الله أبرزها القصاص في هذا الموضوع فأضحى مجتمعنا يقتل ويغتصب دون مراعات قانون السجن هذا الذي فرضته الدولة لكن ماذا لو فرض القصاص فوالله لن يجرأ قاتل البراءة "حســام" وأمثاله ولو على إزهاق روح ذبابة خوفا من ملاقات نفس الجزاء ونظرا لتسيب المجتمع أهدر القانون نتيجة الرشوة والمال الفاسد وغيره من الآفات الهالكة للأمة عامة، فلم يكن الله عزوجل بمحتاج لهاته الأحكام لولا أنها تخدم لصالح الكائن الضعيف ألا وهو الإنسان فقد فرضها حتى يجعل منه شيئا لا يتجاوز حرمته آخر.
لست بإمام أو مفتي فقط إنسان يرى الحقيقية من زاوية الحق لا غير ولست ممن يغطون ضوء الشمس بالغربال، قول كلمة حق تشهد عليا في يوم ليس هو ببعيد، وليشهد الله أن تلكم الأرواح البريئة التى أزهقت كلها أننا مسؤولين عنها نتيجة تسيب مجتمع بأكملة غابت فيه القيم والأخلاق فأي نتيجة كنتم تتوقعونها غير ما هو عليه نحن الآن هو نداء من صاحب قلم أراد به الخير للبلاد والعيباد لا أكثر فقد سبق وأن نادت نخبة قبلي فظلمت حد الساعة.
بقــلم: جمال سلطاني.
التعليقات