
بقلم: هشام.ج
لقراءة الجزء الأول من المقال.. https://goo.gl/yQk7qR
تكون تصريحات تبون و وزير الصناعة محجوب المؤشرات الأولى الدالة أن الحكومة الأولى بعد تشريعات ماي الماضي هي حكومة اصلاحات و تصحيح ،و قد تكون قرارات الحكومة بمراجعة الخيارات الخاصة بالاستثمار و مراجعة كثير من القرارات الاقتصادية هي خطوات عملية استعجالية تأتي في اطار انقاذ ما يمكن أنقاذه ، ولعل صيف 2017 هو صيف الاستدراك و صيف نفض الغبار عن هياكل الدولة التي ترهلت و تخدرت بسياسة القعود و الاتكال و البيروقراطية ، وان كانت الحركة الأخيرة في سلك الولاة ومختلف المناصب التنفيذية في ولايات الوطن هي حركة عادية الا أنها كانت تحمل بصمة بعث دماء جديدة في هياكل الولايات خاصة أن هاته المناصب معنية مباشرة بمتابعة مختلف المشاريع المتعلقة بالتنمية المحلية و السهر على تنفيذ مختلف سياسات الحكومة.
قد يكون الخطاب الصارم للوزير الأول، وخرجاته الميدانية لولايات القطر الوطني هي خطوات ضرورية للتنبيه أننا نعيش بالجزائر ظرفا دقيقا يحتاج الى كل خطاب و ممارسات جديدة تكرس منطق الدولة ، و تحرص على استكمال برنامج الرئيس ،الذي عرف انتكاسة بفعل ضعف أداء حكومات سلال المتعاقبة، مما ترتب عنه الكثير من التأخر في الانجاز و الكثير من شبهات الفساد التي عرت وكشفت مواطن التلكأ ولعل
دعوة السيد عبد المجيد تبون لحوار وطني ينم عن رغبة جادة في تحصين الجبهة الداخلية سواءا سياسيا أو اجتماعيا لمواجهة التحديات الاقتصادية القاسية التي ترتبت عن انخفاظ ايرادات النفط .
وأن كان الحوار الوطني أساسه أن يكون بين جميع الفاعلين سياسيين و اجتماعيين ومجتمع مدني والحكومة يجب أن يأخذ في جدول أعماله الشق الأقتصادي بأهمية و جدية و صراحة و رؤية واعية بالمخاطر التي تهدد السلم الأهلي وتطلعات المواطنين من جميع الشركاء ، ذلك أن البقاء في الترواح بين معسكري الموالاه و المعارضة لا يفيد الوطن ولاالشعب ولا أي كان ، كون الاستحقاقات الانتخابية التي انجزت أعطت لكل من شارك حجمه السياسي وثقله التمثيلييوما تبقى من استحقاقات في مستقبل الأيام هي وحدها الكفيلة بتعزيز موقع أي حزب أو معسكر سياسي ، خاصة أن الوضع بالجزائر سياسيا ليس بالانقسام المعروف عالميا موالاة ومعارضة بل هو اصطفاف فسيفسائي لايصنف أي جهة بمنطق الالغاءوليس هناك بالجزائر معايير محددة لتحديد المعارضة من الموالاة ، ففي كلا الجهتين "اعلاميا" يوجد ما يحقق التلاقي وسبق أن تمت لقاءات و حوارات ثنائية ، وهذا ما يجعل مهمة عبد المجيد تبون في بناء جبهة وطنية جامعة مشروعا أساسه الحوار الجدي ، والتلاقي بين مختلف التشكيلات السياسية مهمة غير مستحيلة ، وقد يحتاج تبون الى خطاب سياسي متزن صريح يراعي خصوصية و تموقع بعض الأحزاب التي لا تزال تناضل ضمن نسق وطني غير منحاز لمشاريع اقليمية او دولية .ذلك أن الوطن يحتاج جميع أبنائه لتحقيق الاستقرار و ترقية الحياة السياسية فيه تحقيقا لمصلحة البلاد والعباد.
أن الجزائر اليوم ، بحكومة عبد المجيد تبون1 ، أمام تحديات حقيقية خطيرة ، وأن الطبقة السياسية جميعها ، هي التي يجب أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية في دخول الحوار الوطني من منطلق تلبية نداء مصلحة البلاد و ليس من منظور حزبي ضيق فأي خطاب استعلائي أو شروط مسبقة لا تخدم الوفاق الوطني ولا تحقق المصالح العليا للبلاد
،خاصة أن الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد و تثبط مشاريع كثيرة تحتاج الى حشد الموارد و التشارك في تسيير شؤون البلاد بروح جادة خاصة أن الاستحقاقات المحلية القادمة هي ايضا محطة جدية في تمكين كفاءات من المشاركة في تحقيق التنمية .
أن الظرف الدقيق الحالي يفرض وقفة وطنية صادقة مع النفس ، تراعي فيها سلامة القصد و مصلحة الوطن ،بعيدا عن اصطفاف حزبي أو سياسي . والايام القادمة قطعا سوف تحمل خيارات و قرارات جديدة لحكومة تبون1 في اطار الاصلاح و التصحيح و الاستدراك، وقد يكون تعديل وزاري "جزئي" مكملا لخيارات اعادة الهيكلة و ترتيب أولويات الحكومة
التعليقات