بعد تفريق الدين الإسلامي و منذ ظهوره كشيعة و خوارج و معتزلة و دروز تعددت التعاليم الدينية و خصوصا التوحيدية الابراهيمية، فكل طائفة لها دينها إن لم نقل كل مسلم له دينه الذي يخيطه على مقاسه.
تظهر في الآونة الأخيرة طائفة جديدة تدخل معترك الطوائف الخارجة عن الدين الإسلامي الرباني الحنيف، من أصل مغربي و قد اجتاحت مؤخرا بعض الولايات الجزائرية الغربية، ألا و هي الطائفة الكركرية نسبة لمؤسسها فوزي الكركري، حيث يهدف المنتمون إليها بزعامة شيخهم و على حد قولهم إلى تحقيق مقام الإحسان حتى يتمكنوا من الجمع بين العبادة والشهود وبين السلوك والمعرفة حتى تكون حياتهم كلها لله رب العالمين...لذلك تدعوا أتباعها إلى الإلتزام بالكتاب والسنة في كل أحوالهم ... ولكن لا يتم ذلك إلا بإتباع منهج شيخهم المربي الذي يصف الدواء المناسب لكل سالك و مبايع عليه، بهذه الأفكار التي تبدو منطقية لقليلي العلم و كثيري الجهل يستدرج أتباع الطريقة الكركرية أنصارهم لمبايعة شيخهم فوزي الكركري، ثم مبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم كل عيد مولد نبوي شريف كما يعتبرونها طريقة و مذهبا ملازما للسنة النبوية أقوالا و أفعالا و تقريرا.
هذه الطريقة متفرعة عن الدين الإسلامي و قد أسست لتعاليمها و أحكام المبايعة عليها من تلقاء نفسها و ما أنزل الله بها من سلطان، إلا أن ما استفز الرأي العام و جموع المواطنين الجزائريين هو ممارستها لطقوسها بطريقة علنية مستفزة تسعى بكل وضوح لخرق نسيج المجتمع الجزائري و تدمير موروثه الديني و الثقافي في صمت و غياب تام للسلطات الجزائرية كما أن هذه الطائفة تشهد إقبالا لا بأس به من قبل الجزائريين، فمنذ متى كانت عبادة الله و التقرب إليه حكرا على فوزي الكركري و منذ متى كانت مبايعته جسرا بين العابد و المعبود ؟
وهل كانت السنة تقتضي بالالتزام بلباس مرقع و ملون و حلي و زينة تشبه زينة النساء و بيعة و تمرد و استعلاء .. إلى غير ذلك من التعليمات الشكلية و الخاوية الوفاض،
و السؤال الأهم أي مبلغ بلغ الجهل بأصحابه و إلى أين يمكن أن يصل، و يبقى السؤال المطروح هل هذه الطريقة مجرد بتكار و ابداع ديني و غصون اسلامية ممتدة ، أم وراءها أهداف تدميرية أخرى ؟؟
بقلم: رحمة ربيعي.
التعليقات