ماذا تعرف عن عرب سنغافورة؟
بقلم: أنور بن الطيب- طالب جامعي مهتم بالتّاريخ العربي
لقد هاجر العرب منذ القدم إلى افريقيا و أوروبا و آسيا و إلى اغلب مناطق العالم القديم و من بين هاته الهجرات، دخل العرب الحضارم سنغافورة بغرض التجارة.
و الحضارم هو لفظ يطلق على كل من انتسب إلى حضرموت والاجزاء الشرقية لمحافظة شبوة المجاورة لها من جهة الغرب في اليمن. اعتنقوا الإسلام في العام السابع للهجرة حين وفد وفدهم على النبي محمد عليه السلام في مكة المكرمة، وهم الذين أوصلوا شعاع الإسلام إلى أقصى الشرق الآسيوي بسبب هجراتهم وتعلقهم بعاداتهم ودينهم فإن القينا نظرة على تاريخ هجرتهم خارج حضرموت وجدناه أكبر وأعظم.. كما قال أمير البيان "شكيب أرسلان" أن تاريخ الحضارم ومجدهم الحقيقي "خارج" وطنهم، وكان "شكيب أرسلان" ينوي تأليف كتاب بعنوان " السيل العارم في تاريخ الحضارم " وتلك المعلومة نقلها الشيخ "عبد الله بلخير" ولكن المنية عاجلت "شكيب أرسلان" قبل ذلك.
و قد عمل العرب الحضارم على نشر الإسلام و الحرف العربي وتأسيس حركة أدبية صحفية بحاجة إلى من يتفرغ لدراستها. إذ أصدر رجال الفكر والأدب الحضارم أكثر من عشرين صحيفة ومجلة في إندونيسيا وحدها، عوضا عن ماليزيا وسنغافورة وتايلاند وملاوي وبورما والهند وزنجبار والصومال وإثيوبيا وجزر القمر والفلبين. وهذا تراث عربي إسلامي أضاء جبين الأمم المظلمة بأمجاد عربية و إسلامية .
لقد سيطر العرب على الأعمال التجارية في سنغافورة، وتحديدا الأعمال النفطية والتجارية المفتوحة، وفي خلال فترة الإحتلال البريطاني كان للثقافة العربية تأثير قوي جدا على الثقافة الماليزية بسبب العامل الديني وكان ذالك واضح من الهندسة المعمارية العربية في المساجد و(Kampong Glam).
و في ذروة الازدهار العربي، أبقى عرب سنغافورة والبالغ عددهم حوالي 10 آلاف نسمة على الارتباطات الوثيقة مع منبعهم الأساسي حضرموت ، وقد قاموا أيضا بضخ الأموال إلى معقلهم محاولة في إنماء المنطقة وإبقاء أهلها فيها بدلا من السفر إلى مكان آخر، لقد قام الأغنياء منهم ببناء البيوت الفاخرة، وقد كان أعظمها قصر عائلة الكاف، كما قام العرب أيضا بإرسال أبنائهم إلى حضرموت لمدة من الزمن لكي يستطيعوا التعرف إلى حضارتهم العربية ولتقوية الهوية العربية لديهم، وقد أبقت هذه العادة لغتهم وثقافتهم العربية الحضرمية، ونتيجة لذالك اندمج الملايويون معهم وأصبحوا يستطيعون بأن يتكلموا اللهجة الحضرمية من اللغة العربية تماما كما ينطقها عرب اليمن و شمال أفريقيا ، لقد اعتبرت حضرموت ساحة تدريب ثقافية وكان الوقت الذي قضاه الجيل الجيل الجديد من العرب السنغفاورين هناك التحضير النهائي للتعلم عن هوية الرجل العربي، وبعد ذالك يعودون مباشرة إلى سنغافورة ليقومون بأخذ مكانهم في تجارة الأعمال العائلية.
الجدير بالذكر أن اللغة العربية حافظت على تواجدها في البلد إلى جانب المالوية و الإنجليزية إذ لازال العرب السنغافوريين يتكلمونها و يتوارثونها فيما بينهم.
أ. بن الطيب
-- ما يُنشر في الموقع يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي الصّحيفة --
التعليقات