في مراكز الامتحانات كانت القوانين تجرى على كل الممتحنين ماعدا القلة منهم، كانوا أبناء البرلمانيين و السياسيين و أصحاب المال و الجاه و النفوذ، لم يكن في ذلك مشكلة، لكن المشكلة تظهر حينما تظهر نتيجة الامتحان، حينما يتفوق التلميذ "بن فلان" بمعدل يفتَكُ به المرتبة الأولى عن ذاك الذي نسي كيف ينام منذ عام تقريبا لنيل هذه المرتبة فهنا يتوقف المنطق عن العمل و يطحن الصبر و يزهق العقل و يسقط كل شيء.
و لكن لا لوم على التلاميذ إذا غشوا و أخذوا ما ليس لهم إذا كان الذي يربيهم نفسه يغش فمنذ أكثر من شهر شاهدت مناشير فايسبوكية و مشاركات لأساتذة مشاركين بمسابقات التوظيف يطلبون المساعدة في حل تمرين رياضي أو الإجابة على سؤال أدبي أو ترجمة كلمة أجنبية ؟؟؟
التعليم كأعظم رسالة في الكون و المعلم كأعظم خليفة للرسول صلى الله عليه وسلم على الأرض نفسه يغش و يزور إجاباته طمعا في وظيفة و مبلغ مادي يعول به عائلته ، كيف نسي هذا المعلم أن هذا المال حرام و أكله حرام و انفاقه حرام، أيعقل أن يرضى لأبنائه و عائلته مصدر رزق محرم ، ألم يعلم بأن الله يرى إذا غفل الآخرون.
و من هنا تبيَّنَ أن قاعدة بناء المنظومة التعليمية من أولها تتخللها الأخطاء الفادحة و الكوارث التي تحول دون آداء وظيفتها التي وضعت لها ، ألا وهي بناء جيل مثقف متمسك بالماضي يعيش الحاضر و يعمل للمستقبل، فالجيل الذي نشأ تبرأ من الماضي لهث وراء الحاضر و ترك المستقبل للمجهول.
لست أدري أين الخلل بالضبط و لكن كل المجتمع ينخره السوس و الدود من رضيعه لشيخه إذا كان الكل يصرخ نفسي نفسي قبل الميعاد، و حتى المسؤول منهم عن الآخرين نسي أن مهمته تكليف و أخذ يعد العدة ليوم الانتهاء الدنيوي فحال التعليم لا يبتعد عن الصحة و الإدارات و المؤسسات الرّسمية، فعندما يبنى الوطن على الجهل و الطمع، تجد الحق ضائع و الظلم شائع و العدل معجزة تروى في الأساطير و الكل نسي نفسه و ما يجب أن تقدم يداه و نسي أن التاريخ يسجل المواقف و لا يرحم أحدا.
بقلم: وحيد غريب
التعليقات