حوار/ أيوب يلوز- باتنة
في البداية نجدد الترحاب بكم دكتور في "الوسيط المغاربي أونلاين"، وفي المستهل من يكون فاتح مسرحي ؟
شكرا، أنا فاتح مسرحي مواليد 1975 بتكوت بولاية باتنة تابعت دراستي الجامعية في عدة من جامعات الوطن حيث تحصلت على شهادة ليسانس في الفلسفة عن جامعة قسنطينة 02 ثم على شهادة الماجستير فلسفة عن جامعة الجزائر و بعدها لاحقا شهادة الدكتوراه في الفلسفة 2011 عن جامعة باتنة، كما تدرجت في رتب الأساتذة بعد أن التحقت بجامعة باتنة 01 سنة 2004 أستاذ مساعد "أ" مكلف بالدروس، أستاذ محاضر"ب"، ثم أستاذ محاضر "أ".
بما أن الأستاذ رقم ضروري في معادلة البحث العلمي في الجامعة، كيف تنظرون إلى هذا الجانب؟ و كيف تقيم مسيرتكم هذه؟
كما تعلمون أن البحث العلمي وظيفة هامة، فالأستاذ باحث ففي مسيرته يحقق نوع من الاستمرارية و لا ينقطع عن البحث العلمي، بل كل ما حقق شيئا من الانتاج تتجدد الرغبة في نفسه أكثر من أجل أعمال أخرى، فالأستاذ ضروري للعمل على ترقية البحث العلمي و كل ما من شأنه أن يساعد هذه الوظيفة السامية، أما تقييمي للمسيرة فلا يمكن أن نمدكم بتقييم نهائي نظرا للاستمرارية و العمل أكثر في كل مرة.
لو نظرنا إلى مشروع الألمدي بنظرة معمقة و درسناه بفلسفة عميقة و عرفناه على حقيقته فإنه مشروع من أجل ترقية البحث العلمي و تحريره، و ذلك في الأخير ما يتماشى مع حاجات المجتمع محليا و جهويا و عالميا لأن الجامعة الجزائرية ليست معزولة عن العالم فهناك من خريجي الجامعة الجزائرية من يلتحقون في حياتهم العملية بمؤسسات أجنبية مثلا.
الأستاذ فارح مسرحي متأثرا بمحمد أركون أوليس كذلك ؟
بلى، هو كذلك فكل أعمالي تدور حول هذه الشخصية فكل ما يستهويني فيه طريقة التفكير و النقد و التساؤل و أشكلة ما يبدو واضحا .
لديك مشوار حافل بالانتاج و العطاء في ميدان الفلسفة هل يمكن أن تحدثنا عن أعمالك أستاذ؟
نعم، اهتمامي بالمفكر محمد أركون صبغ العديد من أعمالي و التي جاءت للتعريف به حيث أصدرت كتاب تحت عنوان "الحداثة في فكر أركون" سنة 2006 ثم شاركت في كتابين جماعيين أحدهما في الجزائر و الآخر بالبحرين حول نفس الشخصية و مؤخرا كتاب "المرجعية الفكرية لمشروع أركون الحدثي" إلى جانب اسهامات في مجلات و جرائد في المغرب و لبنان و كتب جماعية للمخبر الذي أنتمي إليه مخبر حوار الحضارات و العولمة الذي ننظم من خلاله ندوات و ملتقيات و اصدرنا فيه أربع كتب جماعية.
كنت تحصلت على جائزة مؤسسة محمد أركون مؤخرا هل لك أن تحدثنا عن هذا التتويج ؟
هذه الجائزة التي نظمتها مؤسسة محمد أركون للسلام بين الثقافات و التي ترأسها أرملته توجت بها و الحمد لله في طبعتها الثانية 2016 ببحث بعنوان : " الأنسنة أفقا للتعايش الآمن" و الأعمال تقيم من طرف مهتمين كلجنة تقييم بعد مدة لتنشر النتائج .
وهل سيرى هذا العمل النور ؟
أتوقع نشره في القريب العاجل ربما سينشر من طرف الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية .
كيف تقيم البحث العلمي في الجزائر؟
يصعب تقييمه لأنه يجب أن نراعي حقيقة المعايير من جهتين الأولى الامكانيات المتوفرة و ما يقابل هذه الامكانيات من ناحية ثانية هناك المئات من المخابر و أموال طائلة و هناك بحوث تميزت من جهة أخرى لكن السؤال المطروح كيف يمكن للمجتمع أن يستفيد من المنتوج الجامعي ؟ فهناك العديد من أطروحات الدكتوراه تخرج بتوصية الطبع لكن الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية و للأسف لا يطبعها و تبقى هذه الأعمال حبيسة مخازن الأرشيف .
ما هي العوائق التي تقف حجرة عثرة في كتابة الفلسفة ؟
في الحقيقة هي عديدة في مقدمتها النشر و التوزيع، و دور النشر غير محافظة على حقوق المؤلف فهي ابتزازية و كذا وضع صدى الفلسفة في المجتمع سلبي كأن توصف أنها تافهة و تحمل على الكفر و الإلحاد إلى جانب المشتغلين عليها .
بما أنك في الميدان كأستاذ، كيف ترى إقبال الطلبة على الفلسفة ؟ و هل ننتظر إبداعات ؟
عندما كنت رئيس قسم الفلسفة 2009 كان عدد الطلبة 1200 طالب أما اليوم 300 طالب تراجع رهيب نظرا لانعكاسات النظام الجديد، أما الإبداع لا ننتظر الكثير نظرا للتقسيم التفاضلي .
ما هي الرسالة التي توجهها للمشتغلين بالفلسفة في الجزائر؟
يتحملون مسؤولية كبيرة مسؤولية وضع الفلسفة في الجزائر عليهم بالصبر و طول البال في البحث العلمي لأنه يحتاج للتأني و الوقت الكافي .
كلمة ختامية أستاذ: أزف تحياتي و تشكراتي "للوسيط المغاربي " على هذا اللّقاء و على هذه الالتفاتة الطيبة و نتمنى لكم دوام التميز و العطاء.
التعليقات