لو طرح السؤال على أحدكم : " ماهو أصعب موقف تعرضت له في حياتك ؟ الطبيعي أنها مواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى، بينما تعلق في الذاكرة مواقف تترسخ في الذهن ، وتظل تفاصيلها محفورة في الدماغ ، يعتقد البعض بأنه يمكن تجاوزها لفترة ونسيانها مع الزمن ، لكن تعود للواجهة بمجرد ظهور تفصيل ما ، أو تشابهها بموقف جديد ، تابعوا الإجابات ..
الكثيرون يعتبرون موت شخص عزيز أصعب موقف يظل محفورا في الذاكرة مثلما قالت إحداهن :" : فقدان أعز الناس هو أصعب موقف بالنسبة لي ( الأبوين ، الأخوة ، الأبناء ، الأهل ، الأصدقاء ) ، بينما قال أحدهم أن أصعب موقف مر في حياته لازال في ذاكرته عندما قرر التوقف عن الدراسة للاهتمام بالأسرة ، بعد وفاة الأب ، بينما ترى شابة أخرى أصعب موقف هو مواجهة حقيقة لا مفر منها عندما واجهت أعمامها في المحكمة بعد رفع قضية ضدهم بسبب حرمانها من الميراث هي ووالدتها بعد وفاة الوالد ، وأخرى ترى أن أصعب موقف تلقته : " دخول ابنها المستشفى " ، أما آخر يقول : سرقة أول هاتف نقال اشتريته بأول أجرة لي في العمل ، أما شخص آخر فيجيب : اليوم الذي فقدت فيه زوجتي ، أما الآخر فيقول أصعب موقف حصل معي هو أن يسألوني لماذا لم تتزوج وأنت في هذا العمر 50 سنة ؟ أما شخص تعرض لموقف لا يحسد عليه بأن قيل له بعد أن انهار منزله في زلزال بومرداس بأنه غني ويملك المال ليعيد بناء منزل آخر، فيما فقد ابنه الوحيد تحت الأنقاض، أما الموقف الذي تتعرض له الكثيرات من الجزائريات وهو كالآتي : " يتكرر معي دوما سؤال ، لماذا لم تتزوجين لحد الساعة ؟ " أما أخرى تقول : موقف يضعني في حالة من الصمت وتقديم أجوبة وإعطاء تفسيرات عندما يوجه لي سؤال في كل مناسبة ( أعراس ، مآتم ، ختان ، وليمة ، عقيقة ) : لماذا لم تنجب وهل جربت علاج الطبيب الفلاني والطبيبة الفلانية ؟ أما آخر فيقول أصعب موقف هو الخيانة ، بينما يرى البعض بأن أصعب موقف واجهوه في حياتهم : ظلم أقرب الناس إليك ، يرد متخرجون حديثا من الجامعة بأن أصعب موقف يتعرضون له : هو عدم نجاحهم في مسابقات التوظيف ، وهناك موقف الأصعب لدى الكثيرين وهو الطرد من العمل .
بينما يردد الكثيرون وما أكثرهم في الجزائر بأن أصعب موقف هو" ضياع حلم" أو " سرقة حلم " ، يبدو أن الكلمة كبيرة ومعناها عميق وذو شجون ، فضياع حلم قد يتعلق بإتمام دراسة أو الاشتغال في مهنة في مجال ما غير التي يمارسها اليوم ، أو زواج أو حلم إنجاب طفل ، أو حلم انجاز مشروع وأحلام أخرى كثيرة لذيذة في خيال الآلاف ، لكنها في مسار الحياة سرقت منهم لأسباب مرتبطة بأوضاع البلد ، بيروقراطية إدارة ، أوضاع دفعت الآلاف إلى الانزواء في مكان ما من الوطن لكنهم في غربة ، أو التفكير في الهجرة متعددة الأوجه إما عن طريق قوارب الموت أو هجرة إلى الضفة الأخرى والصراع اليومي حتى الحصول على الوثائق أو هجرة البحث العلمي بغية آفاق أفضل ، فكل المواقف السابقة يمكن للكثيرين تجاوزها وتعويضها برأي البعض ، بينما البعض يرى في سرقة الأحلام جريمة لا تغتفر .
فتيحة زماموش.
التعليقات