في المؤسسات الكبرى يتعاملون مع الأخطاء على أنها سبيل لتحسين المشروع ولا يلفظون كلمة خطأ بل " كيف نضفي تحسينات على المشروع " د . أحمد محيجبة
الأخطاء تقع في بيت الصحافة ، وتقع في كل يوم وفي كل ساعة ، لا يأتي العمل كاملا في قضايا انسانية واجتماعية وسياسية واقتصادية ، تحتاج يوميا إلى " بنزين " لتحريك الطاقة .
البنزين هو فريق التحرير ، ولا يهم المناصب بالقدر ما تهم الحركة ، الخطوة ثم الخطوة ثم الخطوات ثم السلسلة ، إن انفلتت منها حبة سقطت جميعها في الأرض .
في العمل اليومي الصحفي ، يتفق الجميع على إعادة النظر وتقييم العدد الصادر يوم أمس من الصحيفة أو تقييم النشرة الإخبارية الرئيسية ، كل واحد يقدم رأيه وتسجل الآراء في ورقة يتكفل بها رئيس التحرير أو مدير الأخبار ، يضعها نصب عينيه ، ثم يعول على بنزين الصحفيين لليوم الجديد للقيام بتحسينات وليس استعمال كلمة " خطأ فادح " أو " زلة لسان " بل :" كيف يمكننا تحسين النشرة الإخبارية إن كان الأمر يتعلق بقناة تلفزيونية أو كيف يمكننا إيجاد ملف لافت لنشره في الصفحة الأولى من الجريدة .
استعمال كلمة " تحسين " بحسب لغة التسيير والاقتصاد ، يعني أن المشروع يحتاج إلى طاقات متجددة ، والبحث عن نتائج للربح ، وفي لغة الإعلام كلمة " تحسين " تعني أن القناة أو الصحيفة تحتاج إلى دم متجدد يوميا ، يمنحها الحياة بأكثر أريحية ، وتخلق معها المنافسة لمجموعة الآراء التي يقدمها الطاقم الصحفي .
كلمة " الخطأ " تكلف غاليا في عالم الأعمال والمال ، وتكلف مبالغ أغلى في عالم الإعلام والسبب هو أنها تدخل الصحفي دوامة الشعور بنقص ما ، وتتركه يفكر لنصف ساعة أو ساعة أو يوم كامل في الخطأ الذي ارتكبه ، رغم أن الأحداث تتسارع أمام عينيه ولا يمكنه أن يحرك ساكنا لمتابعتها ، وتخلق له دائرة لا يمكنه الخروج منها إلا بأشق الأنفس .
هنا تحتاج هذه الخطوة السلبية في خطأ أرتكب من فلان أو علان إلى مسؤول ناجح يتمكن من امتصاص الطاقة السلبية في طاقمه وتعليمهم كيف تجاوزها في لحظات ، عن طريق :" ماهو الجديد لدينا اليوم ؟ وهنا يمكنه أن يعيد بوصلة الصحفي للعمل والنظر إلى الجديد وتخطي " أزمة الخطأ " مهما ان نوعه ، ففي النهاية هو أن يكون قد تعلم منه ، خصوصا وأن الصحافة تعني " التعلم اليومي من العمق المجتمعي وذلك يتأتى بالخروج للميدان والتنقيب على المعلومات ".
فتيحة زماموش.
التعليقات