لقد كانت مداخلة الوزير الأول أحمد أويحيى أمام قبة البرلمان " توخيذة كبيرة " كيف لا و ما نطق به الرجل يعد من النوادر التي يسقط فيها صاحب المهمات القذرة في الفخ ، أو أن المحنك أويحيى قد افتعل سقطاته ليمرر عددا من الرسائل التي تسبق محليات نوفمبر و مناقشة مالية 2018 .
و من بين ما أوحى به أويحيى أن الجزائر تسير بطريقة فوضوية حين قال ان تصريحه بإمكانية تجميد أجور شهر نوفمبر كان ناتجا عن وضعية الخزينة العمومية التي كانت تحتوي على 50 مليارا فقط في 31 من أوت لتتنفس بعد ذلك في 14 من سبتمبر بـ 300 مليار دينار لتضاف الى القيمة السابقة من قبل لتصل إلى 350 مليار من تحصيل الضرائب و السؤال هنا هل حقا كان يعي أويحيى ما كان يقول إذ اعترف بطريقة غير مباشرة أن حكومته لا تمتلك أي رؤيا لمستقبل البلاد القريب فما بالنا نأمل على المديين المتوسط و البعيد .
أما المفارقة الثانية فكانت حين رد على تساؤل النائبة عن مصير 1000 مليار " وين راحت " فكان رد أويحيى أشبه برد " انتاع القهاوي " نحن لقد أخبرنا الشعب أين ذهبت الألف مليار " و الشعب راه يعرفكم و فايق بكم " و " بركاونا من النفاق السياسي، و هذا الرد يدفعنا إلى استخلاص أمران اثنين لا ثالث لهما :
الأول : هو أن الحكومة قد رفعت أيضا ثقتها من البرلمان الذي أصبح باعتراف رسمي مجرد ديكور يزين ما يسمى باللعبة الديمقراطية و تأكيد من وزير الدولة الأول أن حكومته "عانْدت " الرئيس و أصبحت لا تعترف بالسلطة التشريعية التي أضحت مجرد قناة لتمرير مشاريعها و مخططاتها .
أما الأمر الثاني: الذي قد يكون السيد أويحيى أراده من رده هذا هو أن يبدأ حملة انتخابية مبكرة و من مؤسسة دستورية يطعن في أداء شريكه التقليدي و غريمه الأفالان من أجل مزاحمته او ازاحته من تصدر نتائج محليات نوفمبر.
في جميع الحالات فان ما أتى به اويحيى قد يكون نذير شؤم غير مسبوق اذ أن الدولة أصبحت تفتقد لمؤسسات دستورية قوية تسيرها و تسير بها إلى بر الأمان .
محمد عيادي.
التعليقات