كشعب بمختلف شرائحه لا أنكر على نفسي هوسي المؤقت بالمنتخب الكروي، و تشجيعي الدائم له في مختلف مبارياته، بل و حتى اعتزازي و افتخاري به ولو في خسارته أو تعادله ومابالك بفوزه، كما لا أنكر أنني لم أشعر قط بخيبة بعد الخسارة أو ندم بعد التشجيع و "حرق الأعصاب"، و ككل مشجع ملأت الحائط سواء على غرفتي أو موقع التواصل الاجتماعي بصور لاعبيه و شعاراتهم و تابعت أخبارهم بشغف سواء داخل أو خارج الوطن، إلا أنني أحيانا وعند مجالستي لنفسي أحدثها عن أهمية ما أفعل و أحلل تصرفات المهووسين بكرة القدم عموما و نحن على وجه الخصوص فأجد لها أبعادا ثقافية و أخرى اجتماعية و حتى السياسية منها و لا داعي للخوض فيها و التشعب، فقد نقع فيما لا يحمد عقباه، فربما صرف الشعب أنظاره و اهتماماته لكرة القدم بسبب شعبيتها و عالميتها، أو انعدام ما يشغل به وقته، أو دعني أقول بسبب البطالة أو ربما لسبب آخر، لكن المتفق فيه أن أي من هذه الأسباب لا يمكنها جعل كرة القدم قِبلة العشاق، و عشتار العابـدين، فعند الخروج من الواقع للمنطق سنجد أن كرة القدم ما هي إلا حبة الكرز تلك التي تزين أعلى قالب الكعك، و الذي بدوره ينشأ و يُـصنع من مرافق عدة، فيكون التعليم و الصحة دقيقة و عجينه و يأخذ العمران و التجهيز عبء تزيينه و تهيئته، و مرورا بالعديد من الخطوات ليصبح جاهزا تأتي الرياضة لتكون حبة الكرز على قمته، لتضفي رونقها، و لكني أرى أننا تهافتنا على الكرزة و دسنا على كل ما تحتها، حتى و إن كان وطن بأكمله، ثم نأتي لنصيح "بهدلتونا"، ؟؟؟ كيف لحبة كرز أن ترضي مزاج 40 مليون بشري ؟؟؟ حتى هم يعلمون ذلك، صحيح أني لم أقابلهم، و لكني أشعر ببرودهم خلف الشاشة و ألاحظ تخلصهم السريع من الكرة، يتقاذفونها من لاعب لآخر، لا يهم أين يكون مصيرها المهم أن لا تكون على عاتق أحدهم فيُلام و يُعاقب، و أصبحت الصفقات الأجنبية و الغالية منها تغريهم و تغييبهم و تسرق روحهم و أقدامهم و فنياتهم، و هنا لا أدري أ العيب فيهم ؟ أم فينا ؟ و لكني أعلم أن الجميع مذنبون و كعادتي ألوم الجميع و أعاتب الجميع و أحقد على الجميع من الوزير للمشجع الصغير و في كل شيء حتى البريئ منا و انا أؤمن أن لا بريئ منا.
فمنذ أن أصبح المدرب أجنبيا، و اللاعب يفضل ضمان مستقبله الكروي على الانضمام للمنتخب الوطني، صارت كرة القدم الجزائرية وصمة عار لا رمز افتخار. و بات المشجع كارها لا محبا.
رحمة ربيعي.
التعليقات