بين الأصالة والمعاصرة والنضال المستميت من أجل العزة ,العلم والثقافة والارتباط الوثيق بالعروبة لما تحمله من معاني سامية ...الجامعي وتطلعاته بين مد وجزر ...وبين الفينة والأخرى يتخبط انينا في صمت رهيب..في جعبته الكثير من العوالق....
فبعد أن عاشت جزائرنا حياة فزع حيث كان النظام التعليمي الفرنسي يهيمن غداة الاستعمار للغالبية العظمى من الجزائريين وذلك كان يعني تهديدا لمستقبل الجزائر برمته..الا ان ايادي الغدر لم تطل بفعلتها هذه لولا مجاهدين وشهدائنا الابرار...
وفي اليوم الذي عرفت فيه الجزائر معنى الحرية الحقيقية (حرية التعبير) الشفافية وتعالت اعلام الديمقراطية ابت الا ان تكون التغيرات جذرية حتى يكون جامعي او اكاديمي اليوم خير خلف ،شاءت الاقدار وتم الإطاحة بابداعه ،قدراته ،ميولاته ..حيث مايمكن أن يقدمه هذا الأخير ليس بالهين لو ضمدت جراحه
لكن متى ؟ وكيف؟
لنحرك ساكنا حتى لانجحفه حقه ...جامعي اليوم يعيش في حيز الكتمان ،فإن لم نولي له اهتمام بالغ فقد ضيعنا لمستقبلنا فرصة أن يكون لنا أساتذة ومهندسون في ذروة العلم والثقافة ...ونكون قد احدثنا تاريخا يشمر معه شعلة كما احدثها ابن باديس وأبو اليقظان ومفدي ، مازاد الطين بلا في جامعاتنا هو غياب التطبيق ...التلقين من دونه مثل الذي يعطينا نأكل السمك ولايعلمنا كيفية الاصطياد ...فالنار لااحد منا يقربها لأننا جربنا خطورتها وندرك عواقبها لكن لولا تلك التجربة لاحترقنا ...هذا هو حال الطالب دون تجربة في ميدان تخصصه وغياب التطبيق يحتدم
علاوة على ذلك فهو يواجه أعباء جمة على جميع الأصعدة في مسيرة تحصيله العلمي التي يكرسها لنيل شهادة تؤهله ليكون اطارا في الغد القريب وهو دائما على أمل الحصول على وظيفة في ظل اكتساح البيروقراطية لكن معاناته تفتك بهدفه المنشود وحلمه المشفق وتشكل له عوائقا تجعله يقبع في مكانه أو تحيله الظروف إلى أن يكون صعلوكا يزج به في السجن في آخر المطاف حتى لاننسى الاوضاع الاقتصادية الطاحنة والعويصة
وعلى وجه الخصوص أجرة المواصلات مما يجعلنا نتساءل عن مجانية التعليم؟ ناهيك عن مشكل الوساطة وغياب تكافؤ الفرص ....وذلك الطالب الذي يدرس بالموازة يعمل لسد حاجياته ...اين دور منظمات المجتمع المدني؟ ان جرعة التعب أثقلت وزر الجامعي ...اخص بالذكر غياب الرقابة مع سوء تسيير الإدارة من أخطاء في النقاط ونسيان الأخرى وقضايا الطعون وعدم النظر في العلامة مما ينتج العنف هنا يختار الطالب الصمت خوفا من ضياع السيرة الذاتية أو إدراج اسمه في المجالس التأديبية وحرمانه من عدة حقوق ....وهكذا الطالب في جوفه يعتصر الالم!
بقلم: كريم خليدة.
التعليقات