لا ننكر أننا نكاد نبلغ الحضيض بتراجعنا في درجات السلم الحضاري, وذلك رغم ما نشهده من تطور هائل في تكنولوجيا الإعلام والاتصال التي مكنت العالم بأسره من أن يطلع على كل المعارف ويتواصل مع كافة الأمم, ومثال ذلك الفايسبوك الذي أصبح مرتعا لكل من هب ودب من المهابيل والمساخيط ينشرون ما يحلو لهم و ينشرون أفكارا خطيرة على المجتمع تحت غطاء حرية التعبير, إذ أننا نعيش في محيط اجتماعي مضطرب بسبب ما يعانيه أفراده من فراغ راجع أساسا إلى التخلف الكبير في كل المجالات المعرفية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وبالنظر إلى التركيبة الفريدة لمجتمعنا الذي يغلب عليه عنصر الشباب إضافة إلى التنوع الثقافي الثري, فقد أدى هذا الفراغ بشبابنا إلى اتخاذ طرق شاذة للتعبير عن سخطهم عن هذا الواقع. ونخص بالذكر في حديثنا هذا عن جماعة لي بارباريست الذين هم عصابة خطرة على الوطن والأمن الاجتماعي الجزائري هم دعاة الفكر القومي المتخلف. هؤلاء البارباريست الضالة تسب الإسلام والعربية والعروبة ومن شأنها أيضا إبعاد الفرد عن تعاليم الدين الإسلامي والثوابت الوطنية وتقريبه أكثر من تعاليم الديانة المسيحية أو جره إلى طريق الإلحاد, ونجدها تتعاطف مع أعداء الدين الإسلامي تحت رعاية فرنسا التي خلقت النزعة البربرية, حيث أنها أنشأة الأكاديمية البربرية بباريس التي كونت مجموعة من المحسوبين على الثقافة الغربية وأعطتهم الجنسية الفرنسية ومنحتهم شهادات دكتوراه في الدراسات البربرية.
حقا صدقت مقولة "يفعل الجهل بصاحبه ما لا يفعله العدو بعدوه". من شدة جهلهم قدسوا حياة وعمل الفنان معطوب الوناس من أجل تغليط الرأي العام في محاولة لتضليل شباب منقطة القبائل المعروفين بتمسكهم بالدين الإسلامي وتعاليمه وجر شبابه الى طريق مشبوه والسيطرة على الإرث الثقافي والفني والتاريخي للمنطقة من أجل زرع الشك والريبة في أذهان المواطنين بغرض التشويش على عقولهم ومحاولة سلخهم من القيم التاريخية التي عرفت بها المنطقة وهؤلاء البارباريستيين أعطوا صفة "النبوة" !! للمغني معطوب الوناس (ويطاردون كل جزائري لا يوافقهم على ذلك) ويعتبرونه من الثوار المعتزين بأمازغيتهم رغم انه كان لا يستطيع أن يرفع رأسه في حضور الفرنسيين و كل الحصص المسجلة معه في فرنسا شاهدة على ذلك.
كثير من أصحاب التوجه البربري الذين ظلوا الطريق وسلكوا مسلكا يميزه التجريح والسب والشتم ضد من يعارضهم الرأي.
انه لمن الجميل أن يعتز الإنسان بأصله, بل واجب عليه ذلك, لكن الغريب والشاذ هو سب الآخرين على أساس أنهم ليسو من هذا العرق أو ذاك.
كثيرون هم الذين يتحدثون باسم الأمازيغ (لا أحبذ كلمة البربر)، والسؤال هنا ماذا قدم هؤلاء لشعبهم حتى يتحدثون باسمه؟
على كل حال ما أود أن أقوله هنا هو أعلم أنك أمازيغي, وأنا كذالك, ولا أحد ينكر ذلك فما بالك تسب وتشتم وتجرح بلا هوادة.
وفي الأخير ميزة الجزائر في تنوعها الثقافي وهي ميزة الأمم الكبيرة, فالأمريكيون مثلا يشكلون فسيفساء متعددة الأعراق و الألوان والثقافات, وهو ما مكنهم من بناء حضارة بلغت من التقدم ما لم تبلغه أية حضارة من قبل.
خليل غوناني.
التعليقات