"التاريخ لا يرحم كما أن أشبال التيار الإسلامي أضحت تستطيع مسك القلم فلا يغرنّگ شتاتهم!"
في ذلك الوقت الذي يصعب الحديث عنه حقا أو حتى أن الكلمات المنتقية لا يمكن لها أن تصفه كما ينبغي لذلگ أيها القارئ دعني أحدثك عن حادثة ستلقنك درسا عظيما أو كعبرة نتخذها من أولئك الذين لعنهم سبحانه وتعالى في أكثر من موضع ٱلا وهم المنافقون؛ جمع مفرده منافق مأخوذ من النفاق وهو صفة لعن رسول الله من كانت فيه حتى أنه فسر جملة وتفصيلا تفاصيل كشفه فقط حتى يأخذ المسلم الحذر منه لشدة خطورته في الوسط الإجتماعي. ولعل هاته المقدمة أوجدتها حتى تتجلى الصورة كاملة للقارئ، ففي ذلك الزمن الصعب كما قلت أعلاه وكان ذلك تقريبا في مطلع الثمانيات كان السيد أبو جرة سلطاني محاميا كلفته الغيرة ونصرة المظلوم الدفاع عن أحد إطارات التيار الإسلامي بمسقط رأسه ولاية تبسة وهاهو اليوم أضحى يندد بوجوده وقيامه، يومها كان يؤمن أن التيار في أوج بدايته يحتاج إلى مثقفين مثله من أجل الدعم فأسر الإسلاميين حينها في سجون الإستبداد كان أمرا عاديا وبصفة يومية فقط لأنه لبس قميصا وراح يصلى في المسجد أو أنه خطب في الناس خطابا دينيا معتدلا؛ فرق شاسع بين الأمس واليوم عندما ندرس مثل هاته المواقف التى نقف عندها تحسرا وندما على عدم حفاظ الإنسان على مبادئه والتخلي عنها بسرعة، هو موقف أقل ما يمكننا الإستدلال به عندما نتحدث على شخص مثل ٱبو جرة سلطاني تلميذ الشيخ نحناح رحمة الله عليه. فهاهو اليوم يحول عن مبادئه تاركا خلفه كل ما لقنه معلمه أب الوطنية نحناح خارجا هذا الأخير مشهرا سيف على الإسلاميين وكأنهم أعداءه فسبحانه مغير الأحوال فمصلحة الذات تدفع بالفرد إلى التخلي عن من ترعرع على يدهم وكما يقال: "لحم كتافوا من خيرهم" أبو جرة لم يكترث لكل هذا ليس فحسب بل راح يسخر ويجرح وكأنه إبن السلطة أبا عن جد، فهذا هو النفاق السياسي الذي حدثكم عنه أويحى يوما ما.
في حصة تلفزية يستدعى سلطاني كضيف أساسي من أجل مناقشة نتائج محليات 2017 فيسأله الصحفي عن سبب تراجع الإسلاميين بالذات إذ به يصرح قائلا: "لن يفلح الإسلاميين حتى يتعلموا ثقافة الإنفتاح، غير هذا فليطلقوا السياسة ويقومون بهيكلة ٱحزاب داخل المساجد بٱسماء نحو عباد الرحمٱن أو ٱحباء الله أو جمعية خيرية حتى يجازون خير جزاء يوم الحساب، أما السياسة فهي إنفتاح لا إنغلاق!"
فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ وهل من العقل أن يرمي الطالب مدرسته أو معلمه بالحجر بعد أن ينجح ؟ وثق تماما أن برنوس العلمانية لن يشعرك بالدفئ أكثر، وسنرى أصالة برنوسگ والتى سيكشف عنها بمرور الأيام التى قيل عنها "الأيام ڨيام" وسيتضح ڨيام برنوسگ عاجلا أم آجلا. بهذا يفتح المجال للقاصي والداني أن يعطي رأيه في الإسلاميين فحتى بن يونس صاحب الويسكي أتيحت له الفرصة لإبداء رأيه ووجهة نظره المتضمنة لفكرة حتمية زوال الإسلاميين فلا لوم عليه مادام ذلك هدفا منشودا عند الأقربيين.
في المقابل يعجبني مقري الذي فرض على المتفرج السياسي تقديره نتيجة خطابه الراقى وإيديولجيته المتفتحة إضافة على ثباته وعزمه على المواقف التى يتخذها والدليل صراعه مع سلطاني حول دخول الحكومة ولكل منا رأيه فيما يخص ذلك إلا أنني أرى أن سلطاني يفتقر إلى مبدأ الثبات وتبجيل السلطلة وإرضائها مقابل ركل كل ما يعترض له طريقه هذا حتى ولو كان ذلك على حسابه الشخصي كطمسه هويته السياسية بطريقة غير مباشرة مبدلا خطابه إلى العلماني دون مراعاة حتى شعوره الناتج عن تأنيب الضمير له إن وجد بطبيعة الحال.
لست أعلى أو أعمق منكم علما لكنني مؤمن بمثل شعبي يقول: " يا مبدل لحية بلحية تشتاڨهم في زوج"!
بقلم: جمال سلطاني.
التعليقات