يتداول المناضلون من حزب جبهة العدالة والتنمية، طلب رئيس الحزب، عبد الله جاب الله، "السماح" من أعضاء مجلس الشورى الوطني المنعقد في آخر دورة له قبل انعقاد المؤتمر الأول للحزب شهر فيفري المقبل، ومن خلالهم تقدم بطلبه إلى كافة القاعدة النضالية للحزب التي يعرف أنها الامتداد التاريخي لحزبي حركة النهضة ثم حركة الإصلاح الوطني التي يبرّر الواقع تغير تشكيلاتها الحزبية برغم ثباتها كقاعدة واحدة الاستهداف المباشر الذي لقيته باعتبارها قوة مؤثرة في المجتمع لاتساوم.
فالمرة الأولى لرفضها دعم "مرشح الاجماع" عبد العزيز بوتفليقة، داخل حزبها الأول حركة النهضة في مقابل قرار مجموعة مضادة مدعومة من طرف صناع القرار في البلاد آنذاك، تؤيد الرئيس بوتفليقة وشاركت فيما بعد في أول حكومة له واستفاد بعض أفرادها من المزايا، لتحتكم الجماعة إلى الاستقالة وتأسيس حركة الاصلاح الوطني التي أزاحت حركة النهضة في أول اختبار شعبي للحركتين الشقيقتين المفترقتين بسبب الموقف السياسي، ويأتي الردّ في انتخابات 2002 بصعود الحركة الجديدة برئاسة عبد الله سعد جاب الله كثاني قوة سياسية في البلاد من حيث عدد الاصوات والثالثة من حيث عدد المقاعد المحصّل عليها في المجلس الشعبي الوطني، في حين عاقب الشعب حركة النهضة، باعتبار نفس الوعاء، بحصولها على مقعد واحد في البرلمان!
وأمام هذه القوة: الجديدة من حيث التشكيل، وفي نفس الوقت: المستمرة من حيث انها الامتداد الشرعي للقاعدة النضالية لحركة النهضة، الحزب الأول لجماعة مناضلة واحدة، جاء التحرك سريعا للتعامل مع هذه القوة السياسية التي لا ترضخ ولا تساوم وتصرّ في معارضة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وتقديم بديل له في الوقت الذي وصف للرأي العام أنه "مرشح الاجماع الوطني" وسارت عديد الأحزاب في نفس الفلك على غرار شريك هذه الجماعة في تمثيل التيار الاسلامي، حركة مجتمع السلم، بالرغم من كل العروض والاغراءات، ما مثّل ازعاجا حقيقيا بالنسبة للسلطة الجديدة، ومثّل لها هدفا، غذت على إثره "مجموعة معارضة" داخل هذا الحزب الجديد، ليس للاختلاف هذه المرة على موقف أو توجه سياسي، فان كانت حركة النهضة جمع مؤسسوها "المشروع"، فان حركة الاصلاح الممتدة عنها جمع بينهم إلى جانب "المشروع"، "الموقف والتوجه السياسي"، الامر الذي انتبه إليه ورعاه مهندسوا ازمة حركة الاصلاح بعدم امكانية احداث اختلاف حول شيء اسس الحزب من أجله، فكان أفضل استهداف يتم من خلال "شخصنة المشكل" وتركيزه في نقطة واحدة مشتتة ومضرة للجماعة ومحدثة للشقاق بينهم وبالنتيجة للفتنة، التي سيكون مآلاها القتل بالضرورة.
ليبدأ بعد أربع سنوات من التأسيس، وبعد سنتين من العمل الجاد والمنظم لحركة الاصلاح الوطني كقوة فاعلة سياسيا ومؤثرة اجتماعيا من خلال كتلتها في المجلس الشعبي الوطني ومختلف مكاتبها المنتشرة عبر الوطن ومنتخبيها في المجالس المحلية، ما نستطيع ان نعبر عنه اليوم ب "المؤامرة"، التي ركزت على تغذية خارجية لمجموعة معارضة من داخل الحزب عملت بشكل أساسي على تشخيص الصراع من خلال استهداف رئيس الحزب، عبد الله سعد جاب الله، واثارة مسائل تتعلق بالتسييرالداخلي والمال و أخرى شخصية، لم تخرج جلها عن سياق الكذب والزور والبهتان كما اثبت الزمن لاحقا.
ليبدأ بعد أربع سنوات من التأسيس، وبعد سنتين من العمل الجاد والمنظم لحركة الاصلاح الوطني كقوة فاعلة سياسيا ومؤثرة اجتماعيا من خلال كتلتها في المجلس الشعبي الوطني ومختلف مكاتبها المنتشرة عبر الوطن ومنتخبيها في المجالس المحلية، ما نستطيع ان نعبر عنه اليوم ب "المؤامرة"، التي ركزت على تغذية خارجية لمجموعة معارضة من داخل الحزب عملت بشكل أساسي على تشخيص الصراع من خلال استهداف رئيس الحزب، عبد الله سعد جاب الله، واثارة مسائل تتعلق بالتسييرالداخلي والمال و أخرى شخصية، لم تخرج جلها عن سياق الكذب والزور والبهتان كما اثبت الزمن لاحقا.
هذه التغذية "الخارجية" لهذه المجموعة المعارضة داخليا المتشكلة من ستة شخصيات أساسية سنختصر فهم دورها الحقيقي، من خلال بحثنا لمعرفة موقع كل واحد منهم اليوم بعد مرور ما يفوق العشر سنوات من هذا الصراع الوهمي؟ والذي ابتدئ في 2004 وانتهى من خلال عقد هذه الجماعة لمؤتمر باسم حركة الاصلاح الوطني سنة 2007 ومنحهم الشرعية من قبل وزارة الداخلية التي صرّحت بعظمة لسان الوزير نورالدين يزيد زرهوني بخصوص ماحدث من ازمة تنظيمية مفتعلة في "الاصلاح" وبالحرف الواحد، أنها: "رصاصة وخرجت".
واليوم، وبعد كل تلك السنين، التي ظلمت فيها الجماعة مرتين:
واليوم، وبعد كل تلك السنين، التي ظلمت فيها الجماعة مرتين:
ظلمت لما اعتقد الناس ان المشكل الحقيقي في شخص زعيمها عبد الله جاب الله ولخصوا كل أزمتها فيه ما قزّمها كجماعة تحمل مشروع وتتبنى توجه سياسي معارض حقيقة في شخص واحد.
ظلمت لما استهدفوا زعيمها، ولفقوا أشد التهم ضدّه، وهي التي اختارته لتمثيلها، فاستهدفوها هي من خلاله وصوّروا للرأي العام أنها "هي" هو.
كما نستطيع القول أيضا، اليوم، أن من وراء ظلم هذه الجماعة ظلموا هذا الرّجل، العبد الضعيف، العالم المتمكن في القانون وفي الشريعة، الذي ما قابل، يوما، الحجة إلا بالحجة وما التجئ في السياسة إلا للقلم وتقديم البديل وتنظيم الناس، لينظّر لجماعته بكل ما يملك من رصيد أهلته عند هذه الجماعة التي ينتمي إليها ان تبوأه كرسي زعامتها، ورشحته دوما ليكون رئيسا وانتخبته في مؤتمراتها وما طلبها يوما، فلله فقط درّك يا جاب الله!
وفي كل هذا، نستطيع ان نقول "مايدوم كان الصّح"، والحق ظاهر مهما طال الزمن او قصر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ومن شاء ان يظلّ على وتر الاشاعات والشائعات بتشخيص سبب تشكل الجماعة الواحدة في حزب.. ثم ثان.. ثم ثالث هو، اليوم، جبهة العدالة والتنمية منذ 2012، في شخص فرد واحد منها اختاره اخوانه رئيسا عليهم وقائدا لجماعتهم المناضلة العاملة لتمكين مشروعها ليس لزرقة عيونه ولا لما يمتلكه لذاته إنما لتوفر شروط معينة فيه وتمتعه بمكانة تبوأه بشكل واقعي ذلك، فليعفل.. ولكن قوة بصيرة الجيل الجديد من المناضلين ستنتصر، عازمين من خلالها لإعادة بناء حزبهم، وعصرنته وتقوية قدرته من خلال فهمهم لواقع مجتمعهم وموقع حزبهم الذي يعتبرونه الامتداد الثابت لمشروع واحد، وتوجه سياسي واحد منحاز للشعب وثابت في المبادئ أبانه التاريخ فلامجال للكلام من فراغ من اليوم.
وفي كل هذا، نستطيع ان نقول "مايدوم كان الصّح"، والحق ظاهر مهما طال الزمن او قصر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ومن شاء ان يظلّ على وتر الاشاعات والشائعات بتشخيص سبب تشكل الجماعة الواحدة في حزب.. ثم ثان.. ثم ثالث هو، اليوم، جبهة العدالة والتنمية منذ 2012، في شخص فرد واحد منها اختاره اخوانه رئيسا عليهم وقائدا لجماعتهم المناضلة العاملة لتمكين مشروعها ليس لزرقة عيونه ولا لما يمتلكه لذاته إنما لتوفر شروط معينة فيه وتمتعه بمكانة تبوأه بشكل واقعي ذلك، فليعفل.. ولكن قوة بصيرة الجيل الجديد من المناضلين ستنتصر، عازمين من خلالها لإعادة بناء حزبهم، وعصرنته وتقوية قدرته من خلال فهمهم لواقع مجتمعهم وموقع حزبهم الذي يعتبرونه الامتداد الثابت لمشروع واحد، وتوجه سياسي واحد منحاز للشعب وثابت في المبادئ أبانه التاريخ فلامجال للكلام من فراغ من اليوم.
والسّلام على من اتبع الهدى.
سهيل. م
"ما ينشر في أقلام على صحيفة الوسيط المغاربي أونلاين لا يعبّر إلا عن رأي صاحبه"
التعليقات