على هكذا اعتقاد تحركت من فراشي هذا الصباح بعد صراع بين الإستيقاظ و العودة للنوم، صارعت نفسي التي كانت قد أُنهكت بعد العقبة الأولى من العشر، تظن و أظن أننا نجحنا في تخطيها رغم أن الأمر لم يحسم بعد إلا أن الظن قريب من اليقين، هي ذي نفسي دوما ما ترغب بقسط من الراحة مضاعف بعد جهد ليس بجهيد، و لا تؤمن بالصبر و السيرورة، تحلم دوما بأن الحلم تحقق، و لكني أتعب في إقناعها بمواصلة السير حتى يتحقق فعلا، و غالبا ما لا أنجح، لذا لا أخبرها بما أنوي فعله حتى أفاجئها بحصوله، و أضعها أمام الأمر الواقع، نفسي قد أنهكت بعد أولى العقبات، و إثر الإصطدام بمبدأ الصفر، المبدأ الذي يبدأ منه كل متحرك، و كانت قد تحركت فعلا قبل هذا و بلغت مبلغا لا بأس به. فكيف الآن تعود للمُنطلق ...
صارعتها لبداية تحسم أمر العقبة الثانية، لكنها و بكل جوارحها تغلبت علي فلم أنهض، و عادت للخمول تنعم، بينما تركتني بين اليقظة و النوم أتقلب، أمسك ببداية الخيط للنهوض جسدا و نفسا و من جديد جرتني للنوم فلم أنهض، و ها هو يوم جديد من فجره حتى ظهره ضاع ببساطة ساذجة.
أزعجني نور الشمس ففتحت نصف عين و كأنني أوبخ ستار النافذة لأنه ترك بقعة من الضوء تتسرب لجفوني الناعسة كأيامي، و هنا أفقت على دوي صرخة مكتومة، صرخة في الأعماق كانت مردومة، إنه الضمير يا سادة، ضمير تكدست فوقه نزوات نفس لا تزال نائمة، فجلست أفكر، أيام الواجب محسوبة و هذا يوم ضاع و بضياعه اختل توازن باقي الأيام ، فما عدت أعرف بما أبدأ و لا من أين أو إن كنت سأبدأ أصلا، وسط هذا الزخم جاءني اتصال من صديق يخبرني ان العد التنازلي سبق و أن بدأ، و أنا الآن متأخر أنا أعاني الخمول و التأخر بعد أن كنت مثالا في النشاط و الإبكار يحتذى به، تراجع مؤشري و لا شك ان هناك من تقدم مؤشره، دخلت المنطقة الحمراء، و لا يكف دوي جرس الإنذار، خاطبت تلك النائمة: استيقظي ،،، فاتك القطار.
كانت صدمة كافية لتوقظ نفسي ، بل لتشعرها بتأنيب الضمير ، شربت نفسي مرارة الإخفاق المبكر، قبل حتى الإنطلاق مجددًا، كانت مرارة أشبه بمرارة القهوة مرة لكن منبهة، تخيلي يا نفسي الواسعة الخيال، أن صديقا لم يتصل و لم يتسرب ضوء إلى عيناي، لكنا الآن نقبع في الظلام ما تبقى لنا من الأيام، أولست من مل التغرب و اشتاق لأرض الوطن؟
أعتقد الآن أن تلك الصدمات جميلة، تأتي في أوانها لتخبرنا أن الأوان لم يفت بعد لتحفزنا أنه بإمكاننا ارتداء معاطفنا و اللحاق بالركب المنشود، تأتي لتصدمنا بمرارة الواقع فننهض جاهدين لتغييره ...
بقلم: رحمة ربيعي.
التعليقات