السرد التفاعلي من الحبر إلى الضياء
نشط نادي السرد لمكتبة نورة بن يعقوب بحاسي بحبح ،عشية نهار اليوم 12 ماي 2018، ندوة سردية بعنوان"السرد التفاعلي من الحبر إلى الضياء".
افتتاحية الندوة كانت من تقديم الدكتور : سعيد موفقي اماالمداخلة فكانت للدكتور: بلعباس باسين، الذي عرَّج بالحضور من صفحات الكِتاب المطبوع الذي يأسر القارئ بين مقدمة الكتاب وفهرسه إلى الكتابة الإليكترونية؛ حيث القراءة المتجولة من رابط إلى رابط. هكذا هو الكاتب ، الذي يجب ان يكيف نفسه ومتغيرات، التلقي للقارئ الذي عزف عن قراءة النص المخطوط، وانتقل في رحلة البحث عنه ،في عالم افتراضي ... إنه المعراج السردي للكاتب الذي ينقل المتلقي (من_إلى) من القلم والحبر المعهود إلى العالم الأزرق اللامحدود، وهذا ما ذهب إليه الدكتور المحاظر بلعباس باسين الذي ابدع في مداخلته اليوم.
وفي ما يلي: اهم النقاط التي توقف عندها الدكتور في مداخلته.
- النصوص السردية المتحركة.
- النصوص الخوارزمية.
- المحكيات الجماعية، والتي صنعت من رواد الشبكة العنكبوتية (قُرَّاء العالم الإفتراضي)شركاء في المنتوج السردي الإليكتروني، من خلال التفاعل الذي يولده المنشور الاليكتروني لدى المتلقي، الذي يضيف إلى النتوج السردي متتالية فكرية تجعل من الكاتب قارئا وناقدا لنفسه.
و في مجمل ما جاء في المحاضرة، و حسب مداخلة الدكتور بلعباس باسين؛ فإن الإسهال في الإنتاج الإليكتروني، الذي هو سبب في توالد النصوص، وبالتالي فرض مصطلحات جديدة في أدبيات الكتابة الإلكترونية، مثل: النص الرقمي - النص الافتراضي - الترابط النصي النص المترابط - الكتابة الرقمية وإلى آخره …
ومنه يمكن أن نفهم بأن العالم المتقدم في البرمجة الإلكترونية، استطاع أن يرقمن العقل البشري؛ حتى يتمكن من التحكم فيه من خلال الروابط التي يسطرها له؛ وبالتالي يحصل الغزو الفكري .
" لقد تم تحول السرد من الورق كموطن جميل، يُسَيَّجُ منطوقه بحدود ورقية، تتمتع بها اليد في التحريك واللمس، والعين بالنظر إلى المتساقطة من خلال أشعة من الطبيعة، او ضوء شموع او قناديل، أو قمر يؤنس الساهر مع متعة القراءة، إلى نص تحتويه شاشة ذات ضوء لا علاقة له بنور يتدفق داخل الفكر ويسبح مع صاحبه بين الصفحات"... بلعباس باسين
وقال: الدكتور بلعباس باسين في مداخلته
"إننا - كأمة عربية - لم نتصل بالكتاب الورقي؛ إلا من خلال تحبير القرآن الكريم وحفظه من الزوال أو النسيان، حين تم الأمرُ بجمعه ووضعه في مصحف واحد، في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان كل منتوج قبله شفهيا، يتداوله النا جيلا بعد جيل؛ حتى أنَّ الشعر الجاهلي برمته، وضعه طه حسين موضوع الشك، من حيث الكم والنسبة." بلعباس باسين
إلى أن جاء عصر الإلكترونيات أين تحول النص من الحبر على الورق يخطه القلم و يسطره ، إلى نص إلكتروني في شاشة ضوئية تخطها فارة مربوطة بذاكرة اصطناعية.
ومنه نفهم أيضا:
أن التشاركية السردية في العالم الإفتراضي، مبينة على ثلاثية التواصل (-إعجاب - تعليق - مشاركة) مما يتيح للنص الاليكتروني من إضافات سواءا نقدية أو أفكار يأتي بها المتلقي من خلال تعليقاته.
وفي الأخير يبقى النص المكتوب أو المرقوم على الورق هو الأصل؛ لكنه سيبقى في ذات الحين حبيس الرفوف.
الندوة أثراها مجموعة من الدكاترة والأساتذة، من مدينتي عين وسارة وحاسي بحبح.
بقلم:رمضان بوشارب
التعليقات