قال كاتب الدولة السابق للإستشراف والإحصاء الدكتور بشير مصيطفى في ندوة النقاش الرمضانية للأمانة الوطنية للشباب للمنظمة الوطنية لتواصل الأجيال المنظمة بالشراكة مع مبادرة صناعة الغد حول دور العمل التطوعي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، أن "عدد الجمعيات في الجزائر وصل إلى 105 ألف جمعية ما يعني 17 من المائة من عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة" مشيرا إلى أن 80 من المائة من هذه الجمعيات موزعة على نشاطات الأحياء والتطوّع والأعمال الخيرية والرياضية ، ورغم هذا العدد الكبير الى ان هذه الجمعيات تفتقد لإستراتيجية واضحة لتحقيق التنمية المستدامة، وتقديم حلول دائمة لمشكلات متأصلة في المجتمع، ولا تكون مجرد حلول وقتية أو ذات أثر هامشي محدود.
وعلى هذا الأساس دعى مصيطفى الى إنشاء هيئة وطنية للاستثمار التطوعي والخيري وظيفتها تحويل التطوع في الجزائر من الطابع التقليدي الموسمي الى سوق للأصول الاستثمارية تعمل على توظيف مدخلات التطوع ( مادية ومالية وخدمات ) لانتاج قيم اقتصادية لفائدة المحيط والفئات الهشة في شكل عمليات نوعية ومناصب عمل وحقوق تملك وأسهم في الشركات ومؤسسات للمرافقة الاجتماعية وتأهيل المدن والبيئة وبرامج للتدريب مع تفكير غير تقليدي يعبر عن محاولة إحداث تحول ثوري لمواجهة التحديات الاجتماعية.
اما عن المساهمة الأكثر أهمية للريادة المجتمعية فتحدث على المدى الطويل حيث أكد مصيطفى بأن مؤشرات المستقبل أمام تحد جديد يتمثل في إطلاق سوق للأصول الخيرية بالنظر الى سرعة تطور الحالات في حاجة الى مساعدة من جهة والى ظهور موضوعات جديدة تخص المواطن مثل البيئة والبطالة والفقر والانحراف والمخدرات والطفولة المسعفة والأمومة من جهة أخرى حيث من المتوقع أن يصل عدد سكان الجزائر العام 2030 الى 56 مليون نسمة وسيكون من بينهم مليون عائلة عند عتبة الفقر بالمفهوم الدولي للفقر ( قياس متوسط الدخل الفردي عند 3 دولار في اليوم ) إضافة الى مليون يتيم و نصف مليون أرملة و3.5 مليون من ذوي الاحتياجات الخاصة ونصف مليون من مرضى السرطان .
وختم مصيطفى الى ان الجمعيات الريادية تقاس بقدرتها على خلق واستثمار رأس المال الاجتماعي.
عمر ملياني.
التعليقات