من تنظيم جمعية مشعل الشهيد وجريدة المجاهد
تكريم أول وزير للتجارة في الحكومة الجزائرية المستقلة بمناسبة
الذكرى السادسة و الخمسون لتعيين أول حكومة للجزائر المستقلة
نظمت أول أمس الثلاثاء جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع
جريدة المجاهد منتدى الذاكرة وهذا تكريما للمجاهد محمد خبزي ابن قصر القرارة
بولاية غرداية و أول وزير لقطاع التجارة في الحكومة الجزائرية المستقلة،وهذا من
تنشيط أساتذة و باحثون ورفقاء المرحوم الذين قدموا شهادات حية عن الفقيد والذي
يعتبر من مواليد سنة 1927 بمدينة بسكرة أين تلقى تعليمه إلى غاية حصوله على شهادة
البكالوريا، وبها تكوّن فيه الحس الوطني والثوري منذ أن كان في التعليم الثانوي،
هذا ما جعله يكون مع زملائه النواة الأولى لبعث الحركة الوطنية في منطقة الصحراء
خاصة الشرقية منها، ومن هؤلاء رفيقه الشهيد العربي بن مهيدي. كان الفضل لعائلته آل خبزي في بسكرة الحضن الذي تشبّع
منه بالروح الوطنية والكفاح ضد المستعمر، أين شارك هو وإخوته بكير وقاسم وعمارة
وأحمد وكذلك أمهم ابتداء من اندلاع الثورة سنة 1954م، فشاركوا بديارهم كمراكز
ثورية، وبسياراتهم وشاحناتهم كوسائل لنقل المجاهدين والأسلحة والمؤن ،كما قام
الفقيد خبزي محمد بنشاط كبير في جمع الأسلحة والذخيرة الحربية من الصحراء والقرارة
سنة 1955م على يد الشيخ بيوض إبراهيم، والنايلي لعميّد من منطفة قطارة، وكذلك جمع
الأموال والمؤونة والقماش، بمعونة إخوته الأشقاء،و كان المرافق الأول بين السيد
جغابة محمد، ممثل جيش التحرير الوطني للاتصال بأعيان وادي مزاب سنة 1956م، وكذلك
بين المسؤولين العسكريين للولاية السادسة والشيخ بيوض ومنطقة غرداية عموما وهذا
إلى نهاية الثورة التحريرية. ألقت عليه قوات الاستعمار القبض ليودع في سجن غرداية سنة
1956م لمدة ستة أشهر، ونظرا لنشاطه الثوري ألقي القبض عليه مجددا في 1960م لمدة
تفوق 9 أشهر، قضاها بين مركز التعذيب "دوب"و السجن المدني بمدينة وهران،
وبعدها في سجن بربروس بالعاصمة والكدية بقسنطينة ثم باتنة، إلى غاية إطلاق سراحه. وبعد
الإفراج عنه عيّن عضوا للمجلس البلدي الثوري لبسكرة، مكلفا بتنشيط خلية المزابيين
في بسكرة لتموين الجيش وجمع الاشتراكات والتبرعات،ثم رئيسا للمجلس البلدي الثوري
لبسكرة سنة 1961م،ليعيّنه العقيد شعباني رئيسا لدائرة بسكرة ثم رئيسا لدائرة
غرداية وهذا فور الإعلان عن وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962. استمر في منصبه إلى حين الإعلان عن إستقلال الجزائر
وإجراء انتخابات المجلس الوطني التأسيسي 1962م،والذي انتخب عضوا فيه عن الدائرة
الانتخابية لغرداية،ثم اختير وزيرا في أول حكومة جزائرية بعد الاستقلال، فأسندت
إليه حقيبة التجارة والتي كانت صعبة بحُكم الفقر والمعاناة التي كان عليها
الجزائريون حينها مع قلة الإطارات والكفاءات وإعادة البناء. إلى جانب ذلك، التحق بكلية الحقوق بجامعة الجزائر ثم
انتسب إلى معهد التجارة والاقتصاد بباريس فتخرج منه خبيرا محاسِبا،عرف عنه مؤازرته
للعقيد شعباني في أصعب الظروف ومنها قيامه باستعمال طائرته الخاصة لتهريب العقيد
من العاصمة إلى بسكرة،فأُدخل بموجب ذلك السجن في جوان 1964م ثم أطلق سراحه بعد
أسابيع من ذلك،فقرر إعتزال العمل السياسي ليتفرغ فيما بعد إلى العمل في ميدان
المحاسبة بالجزائر العاصمة،فلم تغره مؤهلاته العلمية ولا إمكاناته المالية لمغادرة
الوطن بل انتقل إلى موطن والديه بالقرارة، فأسس بها مكتبا للمحاسبة والاستشارات
الاقتصادية،فكان وراء تأسيس أغلب مشاريع الصناعة في ولاية غرداية وهذا عن طريق
الاستشارة والمتابعة التي كان يقدمها،اهتم بعدها في منتصف الثمانينيات بالميدان
الفلاحي وتربية الأبقار وإنتاج الحليب بالتحديد،مما أهله إلى إنشاء أول وحدة خاصة
لإنتاج حليب على المستوى الوطني في بلدته القرارة. توفي يوم الاثنين 20 ماي 2013م إثر مرض عضال بالمستشفى
العسكري محمد صغير نقاش بعين النعجة بالجزائر العاصمة، ثم نقل جثمانه إلى مسقط
رأسه القرارة أين تم دفنه،يذكر بأن الندوة تلاها تقديم تكريم من طرف ممثل وزير
التجارة إلى عائلة المرحوم
تغطية: حسين حني
التعليقات