تحتضن
ولاية باتنة ابتداء من مارس المقبل مولودها السينمائي الجديد "ايمدغاسن"،
ليكون أول و اكبر مهرجان سينمائي وسياحي
في منطقة الأوراس، حيث ستشهد فعاليات المهرجان في طبعته الأولى ، مشاركة أفلام وطنية
قصيرة ضمن المسابقة الرسمية للفوز بجائزة المهرجان، كما سيفتح المجال لمشاركة عدة أفلام
أخرى خارج إطار المنافسة الرسمية و هذا بهدف منح الفرصة للهواة و عشاق السينما
لابراز مواهبهم و تشجيعهم على عرض اعمالهم في الميدان.
و تعود فكرة المهرجان لابن مدينة باتنة
المخرج الشاب المتحصل على أكثر من عشرين جائزة دولية في مجال السينما عصام تعشيت ،
و يسعى من خلال هذه التظاهرة الثقافية لخدمة السينما و السياحة على حد سواء، عبر برمجة
ورشات تكوينية في مجالات السينما لفائدة عشاق الفن السابع و الشباب الهاوي ، تُنشط
من قبل مؤطرين استقطبهم المهرجان من عدة دول أجنبية على غرار اسبانيا و تركيا، كما
سيحتضن المهرجان ندوات و مناقشات علمية تسعى لمعالجة إشكاليات السينما الحديثة ،
بمشاركة دكاترة و مختصين في المجال محليا و دوليا. و على الصعيد السياحي سيتخلل المهرجان
جولات و خرجات سياحية الى ضريح "ايمدغاسن" قصد تعريف الضيوف من داخل و
خارج الجزائر بتاريخ و رمزية آخر قبر في إفريقيا.
جدير بالذكر ان التعاونية الثقافية
"اللمسة" لولاية باتنة، قد أشرفت الأسبوع الماضى على عملية تنصيب أعضاء
محافظة المهرجان، المتكونة من المخرج عصام تعشيت كمحافظ للمهرجان ،المخرج المسرحي
على جبارة مديرا للدائرة الفنية، بقور صابر مديرا لعلاقات العامة لكحل يوسف مدير
العلاقات الخارجية تعشيت عبد القادر مدير المالية تولميت و سيف الاسلام مدير
البرمجة.
لماذا
"ايمدغاسن" بالذات؟
وفي تصريح ''للوسيط
المغاربي'' ، قال محافظ مهرجان 'ايمدغاسن" ''عصام تعشيت'' ان أصل تسمية هذا
المولود الثقافي الجديد ، تعود للضريح النوميدي الأمازيغي الوحيد في شمال افريقيا
"ايمدغاسن" ،هذا الاسم الذي يرمز أيضا إلى أقدم قبر في شمال إفريقيا و
يحمل في معناه شطرين "ايمد "وهي الغرفة او البيت ،"غاسن" و
معناها العضام. كما افاد ان ضريح "ايمدغاسن" قد صنف
ضمن قائمة المائة معلم تاريخي، المهددة بالزوال اذا لم يتم ترميمها عاجلا، حسب ما أعلنت
عنه منظمة اليونسكو سابقا، و هذا ما جعل محافظة المهرجان تسعى للفت انظار السلطات
المسؤولة و المختصة التي يفترض ان تكون حاضرة عند افتتاح واختتام فعاليات
المهرجان، حتى تفكر جديا في ترميمه بطريقة تعيد له مكانته التاريخية و السياحية
وطنيا و عالميا خاصة، و ان المعلم يحمل رمزا تاريخا مهما يوضح الهوية النوميذية و
الأمازيغية لولاية باتنة. جدير بالذكر، أن فكرة المهرجان ستجسد على
أرض الواقع برعاية من وزارة الثقافة و بدعم من الديوان الوطني لحقوق المؤلف و
الحقوق المجاورة ، حيث أكد في هذا السياق محافظ
المهرجان، أن مؤسسة "اوندا" لم تتردد في تقديم المساعدة و الدعم
الماديين من اجل تنظيم الطبعة الأولى للمهرجان، بعدما تمت مراسلة الديوان من قبل
محافظ مهرجان "ايمدغاسن" شهر نوفمبر الماضى، ليتلقى بعدها ردا بقبول طلب
التمويل، خاصة و أن فكرة المهرجان تخدم بعض من مهام الديوان الوطني لحقوق المؤلف و
الحقوق المجاورة و المتمثلة في حماية الثراث الوطني و تقديم الدعم للمبدعين.
نـــســـريـــن
جــــعـــفـــر
التعليقات