في غضون الأسبوع الماضي كنت قد نشرت بيانا صحفيا حول معلومات مؤكدة عن تأجيل اجتماع اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني المقرر في 22أكتوبر2016 لأن المسمى سعداني تفطن لنية خصومه في سحب البساط من تحت أرجله، وكانت قراءتي للموضوع أن نهاية سعداني ستكون حتمية تبعا للزلزال الذي أحدثته تصريحاته الأخيرة التي كانت سيلا جارفا من التهم المجانية ضد كل من السيد: عبد العزيز بلخادم والفريق محمد مدين(الجنرال توفيق)، فكانت الردود والتعليقات من بعض الناعقين الذين يقتاتون من فتات التملق، وكان رمينا بسيل من الكلمات التي لا يصح أن نذكرها لأننا أصحاب مبادئ ومواقف وليست لنا أحقاد شخصية مع أي كان لأن أرواحنا وهممنا معلقة بالله وبالوطن وبالشعب الجزائري المجاهد.
وها هي الأيام تثبت توقعاتنا وتؤكد تحليلنا، فصحيح لم يتم تأجيل اجتماع اللجنة المركزية، لكن المسمى سعداني وجد نفسه في أرض فلاة قاحلة محاطا بأسلاك شائكة من الإدانة والمقت لمواقفه وتصريحاته، نعم، وجد نفسه مضطرا للاستقالة من أمانة الحزب، وهذا ما فعله بعد نصف ساعة، من منشورنا الاخير قبل ان ينفذ الأمر، ويتم استخلافه بالدكتور جمال ولد عباس .وعليه فإنني كنائب برلماني أتمنى بكل صدق أن يقوم الحزب العتيد بمراجعة ذاتية شاملة للملمة الجراح وتضميد ما سببه المسمى سعداني من نزيف حاد لبيت الآفلان، لأن توالي الصراعات واستمرار لغة الشحن والمناطحة لا يخدم هذا الحزب بل سيؤدي إلى اضمحلاله وهذا مالا أتمناه لأي حزب سياسي جزائري، لأننا نرفع دوما شعار أنت منافسي ولست عدوي، ونبقى في سعي حثيث يحدونا امل عريض أن يستفيق السياسيون من مخدر التملق للسلطة وعدم الحديث عن إخفاقاتها، وأن تكون الطبقة السياسة تمثل روح الشعب الجزائري وتعبر عن مواقفه وليس رفع الأيادي لكل مشروع أو قانون قادم من السلطة التنفيذية.
بقلم: النائب حسن عريبي
عضو لجنة الدّفاع بالمجلس الشّعبي الوطني
التعليقات