![]() |
رمضان بوشارب |
أناس كل يوم في ألوانهم يتبدلون، يتغيرون لشتى الأقنعة يلبسون وكأنهم في مسرحية يمثلون
من الناس
أناسا يشتهون ويفضلون العيش في المستنقعات والرواكد من مياه المجاري، مثلهم
مثل الضفادع ألوانهم
وأشكالهم
مقززة تقشعر لها الأبدان وتشمئز منها النفوس.
روائحهم
النتنة تدل على بيئتهم التي يعيشون فيها، ولو جئت بماء الثلج والبرد لتغسله
ما استطعت إلى ذلك سبيلا
وإن
أغطستهم في ملوحة البحر أبدا ما ذهبت روائحهم، يتنفسون تحت الماء وخارجه لو
تركتهم في النور ليبست
جلودهم من
أثر نور الشمس و ماتوا، لأنهم ألفوا العيش في ظلمة المستنقعات
تتبدل
ألوانها مثل ما يتبدل جلد الحرباء لا يستطيعون السير بين الناس ولا يجيدون
إلا النط بين هذا وذاك وهذا دأبهم
في الحياة
الدنيا يمشون بين الناس بالقيل والقال وسوء المقال سمعتهم رياء وعيشهم هباء
ثقافتهم نميمة وغيبة
فلا تكلف
نفسك قتالهم فقد قتلتهم الغيرة ومن الناس أناس أعينهم تخشى نور النهار ولا
تحبذ إلا دجى الظلام فهي لا ترى الحقيقة ولا ترضى برؤياها، لأنها فضلت
العيش في
الظلام عمياء منطوية على نفسها كما تنطوي الخفافيش بين أجنحتها . إن سعت تسعى
كالأعمى بين
الفئران والطيور
وطاويط
خرقاء لا هي بين هذا ولا ذاك، لا عيش لها إلا عالة الناس تمتص دماء مالناس وتعيش في الكهوف والجحور بعقليات متحجرة.
رمضان
بوشارب
التعليقات