بقلم: مصعب سعدوني.
أصبحت الوطنية في بلادي تتجلى في رفع الأعلام ..وللأسف (لتعويض ربما خسائر ليكيب ناسيونال) ، رغم أني لا أعارض هذه الفكرة ، لكن الظروف التي تأتي فيها هذه المبادرة المعلن عليها من قبل ثاني قناة اعلامية في العالم ماهي إلى استفزاز للشعب الجزائري الصبور ، فالأجدر أن تطالب بايجاد حلول واعطاء بدائل للخروج من الازمة ورفع مكانة الجزائر و الرقي بها ...
ارفع لعلام يا مواطن ، ذكرتني بارفع راسك يابا (اسم لأغنية حولت الى خطاب سياسي ) ، وهي اوامر للتبلعيط و التهرب من الواقع ، فتساءلت لماذا سارفع رأسي ، هل لافتخاري بالحالة التي تعيشها الجزائر ، أم سأرفعه رضى عن الجزائر التي نشاهدها في نشرة الثامنة ؟ سأرفع رأسي كرها ، لا استجابة لامرهم ،بل قهرا وهروبا من الواقع المرير...
سارفع راسي لكي لا اتمكن من رؤية الارض الطاهرة التي ضحى عليها المليون والنصف ، تدنس من قبل من لا يستحق العيش فيها أصلا ...
سأرفع رأسي لكي لا أرى أخي يقتات من الزاردور (القمامة أكرمكم الله ) ....
سأرفع راسي خجلا من الدكتور و المهندس الذي يمزق ملابسه في الشوارع ...
سأرفع رأسي لأننا نهتم بالثقافة لدرجة تكريمنا لقادر اليباني و امثاله بالملايير التي هي في الحقيقة ملكية للفقاقير الذين حكم عليهم بالتقشف ....
نعم ، سأرفع "علامي" وبلا مزيتكم ، لكن لا أحد يمكن أن يعطيني أمرا بذلك ، لأنني بالكاد أعرف متى و لماذا أرفعه ، وان كان راية وطني أرفع منهم لا تنتظر منا رفعة بل الاجدر بنا هو رفع الوطن والنهوض به !
سيرفع الزوالي الراية الوطنية قهرا ، لتمكنهم من السيطرة على عقله البسيط بعد أن قزموا أهدافه و غاياته حيث أصبحت ارقى أمنية لمواطن يعيش في قارة مثل الجزائر أن يمتلك كرطونة يضعها فوق رأسه تقيه حر الصيف و قر الشتاء
سيضطر البطال لحمل العلام مكرة في الذين يريدون ان يكرهوه في هذا البلد ويعبون برغيفه ، مهلا ، أعتقد أنني أخرط كثيرا ، كيف لمن لا يملك بيتا ان يعلق رايته ؟ أو أصلا كيف سيشتريه أصلا من مازال وفيا للحيط '" اي حيطيست "' ومعانيا من الشوماج" البطالة" ؟
البارح ارفع راسك يا با ، دليل على أن رؤوسنا كانت مذلولة واليوم ارفع علامك ، دليل أننا اوطاننا كانت مسلوبة
المهم ربي يرحم الشهداء و يحمي حماة الوطن
ولن أخوض في سوجي ''موضوع" شبلات الامة ...
الوطن هو المكان الذي يضمن للمواطن كرامته ، الكرامة لن أنصحكم بالتوغل في مفهومها....
م.س
التعليقات