أدانت أول أمس محكمة الجنح بسكيكدة ثلاثة أشخاص بينهم جزارين اثنين وشاب مستفيد من "أونساج" ب18 شهرا حبسا نافذا على خلفية متابعتهم بجنحة سرقة الدواب المخصصة للحمل والجر والركوب، بينما التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة ثلاث سنوات للمتهمين الثلاثة، معتبرا الجريمة ثابتة في حقهم بدليل عثور مصالح الدرك على أغنام وأبقار بمذبح سري بوادي الوحش.
معتبر الجريمة بالخطيرة لأنها تشكل تهديد لأمن وسلامة المستهلك. حيثيات القضية تعود ليوم 15 افريل 2017 بناء على معلومات واردة الى مصالح الكتيبة الاقليمية للدرك بسكيكدة تفيد بوجود نشاط مشبوه لمجموعة اجرامية مختصة في سرقة المواشي تتكون من ثلاثة أشخاص على متن سيارة من نوع طويوطا هيليكس تجوب مشتة وادي بيبي ببلدية عين زويت.
استغلالا للمعلومات تم تشكيل دورية أمنية تحت قيادة قائد الكتيبة والتنقل عبر الطريق الولائي رقم 28 المؤدي الى بلدية عين زويت اين تم وضع سد محكم تم على اثرها توقيف سيارة من نوع طويوطا مستعملة من طرف العصابة وبتفتيشها عثر بداخلها على سبعة أحمرة مغطاة بإحكام.
مواصلة للتحقيق تم تحديد المستودع المستعمل من طرف العصابة الكائن بحي واد الوحش ببلدية عاصمة الولاية حيث وجد به ستة أبقار، سبعة كباش و12 رأسا من الأغنام.
أثناء المحاكمة حاول سائق المركبة التملص من الجريمة واتهام مرافقيه بالوقوف وراء العملية باعتباره سائق مستفيد من السيارة في اطار تشغيل الشباب "أونساج" ولا علاقة له بنشاط هؤلاء معترفا بأن مرافقيه متعودان على جلب الأحمرة من هذه المنطقة وتحويلها للمستودع بغرض ذبحها واعادة بيعها في السوق على أساس أنها لحوم حمراء ونقانق، بعد خلطها بلحوم الأبقار.
في حين صرحا المتهمان بأنهما قاما بشراء الحمير ب5000 دج للواحد من أحد سكان مشتة وادي بيبي ونفا قيامهما بذبحها وتحويل لحومها الى نقانق وبيعها في السوق. أما الضحايا وهم من منطقة واي بيبي فقذ صرحوا بان الأحمرة ملك لسكان القرية يستعملونها في جني الزيتون وفي التنقل بالأماكن الوعرة.
وقد تم توقيف الأشخاص الثلاثة المتورطين والمتراوحة أعمارهم بين 24 و 39 سنة منذ يومين كانوا يذبحون الحيوانات السالفة في مستودع وتحول لحومها إلى مرقاز من قبل مصالح الدرك لولاية سكيكدة وحجز سبع أحمرة كانت موجهة للذبح غير الشرعي بمستودع مشبوه بمنطقة وادي الوحش بعاصمة الولاية.
واستنادا إلى مصادر مطلعة فان القضية تم اكتشافها بناء على معلومات وردت إلى عناصر الدرك الوطني، تفيد بأن أشخاص يقومون من حين للآخر بجلب أحمرة إلى أحد المستودعات المشبوهة بالحي المذكور، لتقوم قوات الدرك بنصب كمين للعصابة تمكنت على إثرها من توقيف سيارة تجارية من نوع طويوطا هيليكس كان على متنها ثلاثة أشخاص. وبعد التحريات اتضح بأنهم جزارين، كانوا متجهين لجلب سبعة أحمرة من منطقة وادي بيبي بلدية عين زويت المعروفة بانتشار مثل هذه الحيوانات.
التحقيقات كشفت بأن الجزارين يقومون منذ مدة بجلب الأحمرة من مختلف مناطق الولاية، ثم يلجئون إلى ذبحها بطريقة غير شرعية داخل مستودع لا يتوفر على أدنى شروط الصحة والنظافة بحي وادي الوحش وهناك تتم عملية خلط لحوم الأحمرة بلحم البقر وتحويلها إلى مرقاز ولحم مفروم، قبل أن يتم تسويقها على الجزارين والمطاعم بمختلف بلديات الولاية بأسعار معقولة.
من جهتهم المواطنين وبعد وصول الخبر إلى مسامعهم أعربوا عن استيائهم من هذه الظاهرة الخطيرة والغريبة عن الولاية وعبروا عن قلقهم من تواجد هذه اللحوم على مستوى محلات الجزأرة، مطالبين مصالح مديرية التجارة التحرك واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمنع تسويق هذه اللحوم مع معاقبة الأشخاص المتورطين فيها.
وقد حاولنا الاتصال بمديرية التجارة لأخذ موقفها من القضية لكننا لم نتمكن من ذلك بينما نفت جمعية المستهلك على لسان رئيسها صلجة شعبان علمها بالقضية ليتم في ثاني يوم تقديم الموقوفين الثلاثة للمحاكمة بمجلس قضاء سكيكدة ويصدر في حقهم عقوبة الحبس النافد ب 18 شهر.
سكيكدة: مسيكة لشهب.
التعليقات