
إن من أكثر ما يثير حفيظتي في دراسة التاريخ حسب منظومة التربية الزوافية (الزواف هو تحالف ميليشياوي بربري فرونكوفوني ساهم في احتلال الجزائر من قبل فرنسا و كان يد فرنسا والرجل الثالث و لحد الآن). في الجزائر هي محاولة طمس التاريخ العربي ما قبل الإسلام بل وتعدى هذا إلى محاولة إلغاء العنصر العربي كمكون رئيسي للشعب الجزائري والمغاربي عامة، خصوصا بعد ردة السابع من شباط / فيفري سنة 2016 على بيان الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 1954 بعد نجاح الزواف في فرض لهجة منطقة معينة على كامل الشعب استكمالا لمشروع فرنسا الاستعماري في الجزائر، وأفضل مقاومة لهذا المشروع الزوافي المتمثل في الإلغاء الهوياتي و التمزيغ القسري على شعبنا هو إعادة نشر التاريخ العربي الحقيقي ما قبل الإسلام وبعده وتثقيف الشعب الجزائري والمغاربي حول تاريخ أجدادهم وحضارتهم الضاربة في القدم منذ الأزل.
ارتأيت أن أبدأ اليوم للتعريف بملكة عربية قديمة عاشت في القرن الثامن قبل الميلاد وحكمت مملكة قيدار العربية وسميت الملكة "زبيبة"، يقال أن اسمها نسبة إلى الزبيب وهو العنب المجفف في اللغة العربية. حكمت "زبيبة " مملكة قيدار لمدة خمس سنوات من عام 738 قبل ميلاد المسيح إلى عام 733 قبل الميلاد و قد دخلت في سلسلة حروب مع جيرانها الآشوريين انتهت بهزيمتها لكن وبحكمة ودهاء استطاعت الحفاظ على مملكتها مقابل دفع الجزية للملك الآشوري "تغلات بلاصر الثالث" لتضاف إلى قائمة الملوك الذين يدفعون له الجزية آنذاك. حكمت "زبيبة" المنطقة الممتدة من تبوك إلى جنوب سورية والبادية السورية وغرب الفرات وأواسط الجزيرة العربية، ووصلت حتى جنوب فلسطين وصحراء سيناء. وكانت تلقب بملكة "العريبي" أي (العرب) وكان لقب "ملكة العرب" يطلق في المخطوطات الآشورية وهو لقب عام يمنح لقادة القبائل العربية في البادية السورية وغرب الفرات. و قد تلاها في الحكم الملكة "سمسي" أو "شمسي " ثم الملكة "اسكلاتو". وقد ألهمت الملكة "زبيبة" الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لكتابة روايته المعنونة بعنوان "زبيبة والملك".
هذا مقتطف من التاريخ العربي الذي يسعى العدو لاخفاءه وطمسه عنا.
ابحثوا وتثقفوا في تاريخ أجدادكم أكثر، مثل هذه المقالات والبحوث التاريخية هامة جدا في حملتنا العربية المناهضة للفرونكوفونية والشعوبية الهادفة إلى تدمير أسس ومقومات حضارتنا العربية الضاربة في القدم.
الكاتب: أنور بن الطيب
الكاتب: أنور بن الطيب
ما يُنشر في "أقلام" يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرور عن رأي الصحيفة
التعليقات