عرفت الآونة الأخيرة إنتشار نبأ ترقية دائرة بئر العاتر إلى ولاية منتدبة تزامنا مع تصريحات الوزير الأول عبد المجيد تبون، فبين مؤيد ومعارض وسط المجتمع المدني أردت طرح تساؤلا بسيط ألا وهو ماذا ينقص دائرتنا حتى يتسنى لها أن تصبح ولاية منتدبة ؟ وحدها الإجابة على هذا السؤال من يمكن لها أن تفسر وضع الدائرة الحالي الذي يسمح لها بالإرتقاء من دائرة إلى ولاية أم لا، فلا يمكن لأين كان من سكان هاته الدائرة كبيرا أو صغيرا أن ينكر ما تعانيه من إنتشار مختلف الآفات الإجتماعية وأبشعها إضافة إلى الفساد الإداري وغياب البنية التحتية للولاية عامة أو دعني أقول إنعدامها تماما ... بإختصار وضع دائرة بئر العاتر لا يسمح لها بأن تكون ولاية فكيف لدائرة يصعب عليها أن تساهم في نظافة بلدياتها من النفايات ؟ كيف لدائرة يفتقد سكانها إلى الماء ؟ كيف لدائرة يفتقد شبابها إلى مراكز يمارسون بها هواياتهم ؟ أن تصبح ولاية بين ليلة وضحاها، فهل تتوافق الإجابة عن هاته الأسئلة مع إرتقاء دائرة بئر العاتر إلى ولاية منتدبة، منطقــيا ؟
فإذ فسرت الأسباب التى توحي بأن دائرتنا لا تصلح إلى إرتقائها ولاية منتدبة في الوقت الحالي فإنها تفسر الوضع المزري الذي باتت تعاني منه مختلف البلديات دون إستثناء وفي هذا الصدد والمتمثل في مربط الفرس من رسالتي هاته، دعني أسرد إليك معالي وزير الشباب والرياضة السيد "الهادي ولد علي" معاناة سكان دائرة بئر العاتر ولاية تبسة وتأكد أن كلمات هاته الرسالة لم نفكر في كتابتها إلا بعد إستيائنا جراء اللامبالاة وتخاذل الهيئات المسؤولة في الدائرة، فهاهم اليوم شباب بئر العاتر في حاجة إلى أماكن ترفيهية يقضون بها أوقات فراغهم ويكسبون من خلالها راحتهم النفسية التى تكاد تنعدم معالي الوزير هم بحاجة إلى مرافق ومراكز حتى يتمكنوا من ممارسة هواياتهم المتعددة وأبرزها مركب رياضي يمارس فيه الشباب مختلف الرياضات والممارسات البدنية أو مدرسة فنية يجسد إبداعهم ولعل هذا يكون الفاصل والمانع من هلاكهم وضياع مستقبلهم مثل أيمن عفيف الذي يشهد هذا العمود على سرد أحداث قصته المأساوية، فحتى إن وجد فإنه بات يخلوا من نقص العتاد وغياب عنصر التنظيم والتسيير.
على سبيل المثال دعنا نضرب الأمثال ونقايس الأحداث فهاهم شباب مدينتي (بلدية بئر العاتر) اليوم باتوا يفتقرون إلى ملعب جواري يمارسون هوايتهم المتمثلة في كرة القدم، بأدواتهم البسيطة والتقليدية لم يأبى هؤلاء الأبطال إلا أن يحدثوا التغيير الذي عجزت عنه الولاية المنتدبة مستقبلا فهموا إلى مجمعهم الوحيد أو دعني أقول "ملعبهم" إن صح التعبير فما أحوجه إلى العديد من الإضافات حتى يتسنى له أن ينعت بالملعب فهو عبارة عن فضاء شاسع تحده عارضات تغمره الأوساخ والفضلات من كل النواحي فما باليد حيلة غير أن يبلع أولئك الشباب السكينة بدمها ويواصلون عملية التنظيف فقط من أجل ممارسة هوايتهم فأين دور الهيئات المسؤولة وسط كل هذا يا ترى ؟
ألاحظ من الشباب بئر العاتر ما يدفع إلى الإعتزاز والإفتخار بهم، فهم متكافلين متآزرين في ما بينهم دائما هدفهم الوحيد هو مصلحة الدائرة حيث تفطنوا إلى أن هاته الأخيرة بحاجة ماسة إليهم مقابل تخلي المسؤول عنها، فتجد هؤلاء الشباب ينقسمون إلى فئات كلا حسب الرغبة والقدرة فمنهم من يتولى المشاركة في حملات النظافة ومنهم من يتولى تنظيم المسابقات الرياضية والثقافية والتى يدعمها الشباب فيما بينهم دون غيرهم من المسؤولين إضافة إلى المشاركة بمطاعم الرحمة تزامنا مع الشهر الفضيل وتوزيع قفة رمضان على ذويها وفئة تدير الجمعيات المحلية التى تهدف بطبيعتها إلى تحقيق أو رؤية "بئر العاتر أفضل" وأخرى تحاول أن ترفع من أنين المناجاة إلى الهيئات المسؤولة أملا في الإجابة .. من هذا المنبر أوجه تحية خاصة إلى رجال إلاعلام من صحافيين ومراسلين الساهرين على تبليغ صوت المواطن العاتري، فوالله ما أزكي أحدا إلا أنني أردت تبين تهميشهم مقابل الإرادة والعزيمة التى تمتلكها هاته النخبة راجيا بهذا النعت مساعدتهم ورفع رداء الحقرة والتهميش عنهم ولن يتجلى هذا إلا بالدعم الذي ناشدتكم إياه لذلك سيدي الوزير أطالبكم كونكم الهيئة العليا والممثلة للشباب في الجزائر أن ترأفوا بحال هاته النخبة المقهورة (الشباب) في الجزائر عامة ودائرة بئر العاتر خاصة لذلك نأمل أن تأخذ رسالتنا بعين الإعتبار بتسليطكم الضوء على هاته المدينة المعزولة فتغيثوها بإهتمامكم، فلا أظن أن مشروع إنشاء حدائق ومنتزهات إضافة إلى مركب رياضي وإجراء بعض التعديلات في هذه الدائرة سيحتاج إلى الكثير من أموال ميزانيتكم مقارنة بأكثر من 07 ملايير سنتيم أنفقتها الدولة في مشاريع دون مردودية على مختلف الميادين.
بقلم: جمال سلطاني.
التعليقات