يبدو أن مستقبل هذا الوطن أصبح متاهة صعب استشراف ملامحه في ظل المؤامرات التي تحاك ضده لتمزيق نسيجه الهوياتي ، و ترك أبنائه دون سلاح فكري في المعركة الطاحنة التي يراد بها ان تجعل من الجزائر بلدا فقيد الهوية و التاريخ .
فبعد إن استطاعوا غرس الفكر العرقي المتعصب بين ابناء الوطن الواحد مع أنه لا يوجد ما يمنع التثبت بالهوية و الاصل دون المغالاة إلا أنهم استطاعوا ان يجعلوا منا قوميات متناحرة بينها باسم الاصل العرقي .." قبلي ، عربي ، قبايلي ، شاوي ، مزابي ..." أين تركونا نتصارع ما بيننا من هو الأحق و الاجدر وطنا ، قومية ، تاريخا ، حضارة ...و غسلوا عقولنا و غيروا من اتجاهات بوصلة العدو الحقيقي المشترك و نسينا أن في احضان الوطن تذوب كل القوميات و في شريعة الإسلام تختفي الفروقات و الحدود البشرية .
تلتها عملية تغيير أساسات المجتمع الجزائري و عقليته القائمة على النظرة المحافظة الأخلاقية السليمة التي تلفض كل طفيليات الثقافات الغريبة عن النبع الإسلامي للأخلاق الإنسانية و الأعراف المجتمعية ، فاصبحت العلاقات الاجتماعية خارج الأطر الشرعية للزواج مظهرا اعتياديا في شوارعنا و صورة تعكر يومياتنا بفعل التصرفات اللأاخلاقية لهؤلاء " عيني عينك " لتنمو هذه الظاهرة و يصبح العشاق في كتب أطفالنا في المدارس الإبتدائية حتى تصبح ظاهرة مستحبة ولو على الطريقة الغربية فيما يعرف بالمساكنة أين يعيش الرجل مع المرأة تحت سقف واحد دون زواج و انجاب " طزينة ذراري " و قد بدأ التمهيد لهذه المرحلة شيئا فشيئا عبر قانون الأسرة الذي يبيح للمرأة أن تختار رجلا ترتضيه وليا لها و التي رافعت من أجله كثير من المنظمات النسائية التي تعنى بحقوق المرأة بواقع انها كائن كامل الطبيعة العقلية القادرة على الإختيار دون الإختيار لها .
و من صور الهجمة المبطنة لضرب هوية الوطن ما يحاك حاليا من سياسات تعمل على تدمير القاعدة الاساسية للتنشئة ألا و هي المدرسة التي تترسخ فيها المفاهيم و القواعد الفكرية و الأخلاقية التي تنحت بها شخصية الفرد عبر الحط من خريجي المدارس القرأنية التي وصفتها الوزيرة الوصية بعديمة الفائدة و حذف البسملة من الكتب المدرسية الى جعل اللغة العربية غريبة و توطين العامية عبر استبدال عدد من المفردات الفصيحة باخرى من لهجتنا الهجينة .
محمد عيادي.
التعليقات