وطني لم أعد أعرفك !
آه، وآه، ثمّ آه، ولا عتاب
قطعوا وطني تقطيع الأنياب
شردوه و ضاع في دنيا الأغراب
تقسم و تفرق الأحباب
قسموه وعلى كل قسم منه نصبوا كذاب
نزف و الوجع ما طاب
لمن أشتكي بعدما الكل غاب ؟
وطني لم أعد أعرفك !
هكذا اختلفت الأسباب
و ضاع وطني و أولو الألباب
سيطر عليه أبناء الكذا
قد قالها قبلا مظفر النواب
آه وقلبي شكا وألسبه الأقراب
ما غير قلبي الوفي بحبه ينساب
ترى هل هناك امل على الأبواب؟
يروي ويشفي ألم ما كان منصاب
وطني لم أعد أعرفك !
وطني .. هل أنت بلد الأعداء ؟
يا حلماً ضاع منّي
أنت حي في قلبي
يا جبلاً أتاه الرّيح فتركه ثرى يسري
على جنبات حقولك تلهث نفسي
يا شوقاً للماضي يدفعني
ويمضي عليّ ليتركني بين الحسرة والشّوق أين الأمل؟
ما زلت لا أدري
كل ما أعلمه أنه نفذ صبري
وطني لم أعد أعرفك !
لا أدري أيهما ترك الاخر أنا أم أنت؟
لم أراك غريبا ؟
لقد فقدت لساني عندك
و فوق هذا أخذت مني عمامة جدي عقبة
أخبرني أرجوك كيف حال والدتي
لقد تخلفت عني عندما هربت منك
مضحك , هربت منك إليك
وطني لم أعد أعرفك !
لماذا أراك تشعر بالحزن العميق ؟
وكأنّه كامنٌ فى داخلك ألم عريق
ها قد تركتني أكمل وحدي الطريق
بلا هدف، بلا شريك، بلا رفيق
وتصير أنت والحزن والنّدم فريق
وتجد وجهك بين الدّموع غريق
(هذا إن تركوا لك وجها يليق )
و يتحوّل الأمل الباقى إلى بريق
وطني لم أعد أعرفك !
لماذا تخليت عن الملاحم ؟
لماذا استبدلت الضاد بالطلاسم
قلي بربك هل كانت ثورتنا عبارة عن منام؟
أحببتك حتى الهيام
لكن جدي من الشام
أو من قرية باليمن اسمها السنام
و لم عساي أمتنع عن الكلام ؟
وطني أقولها و بكل أسف
واحسرتاه حقا لم أعد أعرفك
أنور بن الطيب.
التعليقات