التواضع وحسن الأخلاق زد على ذلك الجرأة السياسية كل هاته النعوت التى باتت رؤيتها أمرا مستحيلا عند السياسي الجزائري نجدها إن بحثنا وبدون تزكية عند النائب البرلماني عن جبهة العدالة والتنمية والسائر على نهج المعارضة السيد حسن عريبي، عرف هذا الأخير بسؤالاته وطلباته الكثيفة والموجهة صوب مسؤولي الحكومة والمتضمنة لنقائص وحاجة المواطن التى توفر له فقط العيش الكريم، محامي الشعب بمختلف طبقاته دون إستثناء إبتداءا من التلميذ الجزائري إلى الجامعي ثم المعلم ثم الجامعي فالعامل والبطال والزوالي وذوي الإحتياجات الخاصة والمرأة نهاية إلى إخواننا الضعفاء والمضطهدين في شتى بقاع العالم الذين تربطنا بهم ملة الإسلام (الشعب الفلسطيني، بورمٱ، ... إلخ) وأقرب صورة على هذا مناشيره وسؤالاته الموجهة والمنددة بتلبية حاجيات كل هاته الفئات الاجتماعية المختلفة، كل هذا فقط لأنه آمن وقدر عظمة المسؤولية التى وضعت على عاتقه فراح يبذل قصارى جهده مؤمنٱ كل الإيمان بأنه أهل لذلگ، بصراحة لا أظن أن حنكة هذا الرجل ستعوض إذ فقدت.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يشكر الناس لايشكر الله" صدق عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وبناءا على هذا النص الشرعي وإقتداءا برسولنٱ الكريم وشيمه النبيلة وإلتزامٱ بواجبات المسلم تجاه أخيه المسلم إضافة إلى الوطنية والتى دفعت بي إلى تصفيف هاته الكلمات من هذا المنبر الإعلامي وبدقة في إنتقائها إلا أنها لن توافيه حقه حقا مهما بلغت من التعظيم والترفيع في وصفه رجل نبيل عرفناه وسط المعترگ السياسي بمواقفه النبيلة التى تشهد له حد الساعة، النائب البرلماني حسن عريبي إبن ولاية سوق أهراس رجل لا يظلم عنده أحد!
حصيلة ضخمة من السؤالات والطلبات التى يقدمها البرلماني عريبي داخل قصر زيغود يوسف مضمونهٱ نقائص الشعب والمطالبة بتمتع المواطن الجزائري بحقوقه كاملة، مقابل أفراد تدعي نعت السياسي أقصى ما يمكن أن تفعله هو رفع الأيادي، عريبي برلماني لا يقتصر نشاطه السياسي على المستوى الوطني فقط بل راح يناقش المسائل والأزمات الدولية باحثا عن حلول وخير دليل عزمه على مواصلة رحلته الأخيرة إلى بورما رفقة نكاز رغم كل العراقيل التى واجهته دون أن ننسى مساندته للقضية الفلسطينية والكثير من المواقف التى لا يكفينا المقام لسردها، بإختصار عريبي فرض نفسه وسط الساحة وإستغل الفراغ الشاسع ليبرهن على أن الجزائر لازالت تملك الرجال.
نائب التيار الإسلامي عن جبهة العدالة والتنمية رفقة بضع النواب من مختلف الأحزاب والتيارات الذين يمكننا أن نحصيهم على أصابع اليد فقط من يقومون بدورهم دون غيرهم من رسل الشعب إلى البرلمان فلم يقدروا أمانة صوت الشعب فضاعت مقابل خدمة الذات والأهل، عريبي لم يقم إلا بدور كلف به إلا أنني وبكلماتي هاته أردت أن أشهد بأنه وفى وكفى قدر المستطاع فلسنا ممن ينكر الجميل الذي ستحفظه ذاكرة الشعب الجزائري كافة فلم يكن نائب ولاية دون أخرى بل نائب الجزائر عامة وأقرب صورة سؤالاته التى لم ترضخ للجهوية قط.
صوت شجي ذو نبرة حادة داخل قبة البرلمان كلمات مسترسلة توحى أن صاحبها واثقٱ من نفسه وثابتا ثبوت الأسود عندما تتمعن بها تعرف مدى وطنية هذا الرجل حقا فمن بات همه الشعب لن يخذله رب العرش فالثبات الثبات فلا ينحرف عن طريق الحق إلا ضعيفا ولا أظن أن لضعف موضعا في قلوبكم فالجزائر بحاجة إلى من لا يهاب، الجزائر بحاجة إلى من يملك جرأة مواجهة أزلام الباطل وقول كلمة الحق في وجوههم كنا ولا نزال أبدا نقول أن أزمة الجزائر هي أزمة رجال لا غير، وليشهد الله أننا رأينا فيك من الخير تجاه وطننا ما لم نراه في غيرگ من الخائضين لميدان السياسة.
لسنا ممن يزكي الناس لكن شهادة الحق لا يعلوها شيئا رجل كُفُؤ وفحل موضعا للأمانة لما لا نشهد له بعفته فقبل بضعة أشهر رأينا أناس تزكي أسماءا لا تعرف للكفاءة شيئا ولا تكن لها بصلة فنحن من يدعم رجال العزم والشدة لوجه الله تعالى بحكم وطنيتنا لا رجال المال والجاه لوجه المادة فمبادئنا أرقى بكثير من أن نضعها موضع الطمع نقطة إلى السطر، كما أنه سيكون قلمي سوطًا لاذعًا وحارقًا يسقط على ظهر كل مُدافع عن أناس لا تستحق ورسم صورة البهاء والرفعة لهم خاصة وأننا على أبواب المحليات.
بقلم: جمال سلطاني
البريد الالكتروني: DjamelSolt03@gmail.com
التعليقات