مسكينة هي الجزائـر، وقعت في الفـخ، و صارت مدعـاة للشفقة و وكرا للحزن ...
لا تطلب منكم الجزائـر احتفالات راقصة و سهرات ماجنة باسـم الـوطنية، ألا خسئت تلك الوطنية البلاستيكية، الوطنية الكاذبة و الخادعة، التي تحضر فقط في المناسبات، و أي حضور ؟؟ إنه أرذل و أردى حضور للوطنية التي توضع غلافـًا على مبتغى فاسد، فيلبس ذلك العلم لمداراة الوضع ثم يُرمـى كأن لـم يكـن .
آه يا عـلـم ! ليت بيدي ملكوتٌ و لو صغير ، فانتزعك من بين أيادٍ شقية، حتى تكون توراتنا لا يطالك إلا من ارتقى إليك، إلى محبتك و عشقك.
ويا ليت الجزائر تنطق فتسمعوها ، و يا ليتكم تفهمونها، تستصرخ وارباه ما عاد الظَّهر يتحمل، و كادت تقع القشة التي ستقصمه، فما ذنب الجزائـر و مـا الـذي ارتكبته لتستحق منكم ما يضرها، ما قدمتم غير النهب و الاستغلال و النصب و الاحتيال.
اسمعوني فإني اسمعها، و افهموني فإني افهمها، تريد الجزائر أن تبقى جنة كما تركها بن بولعيد، تريد الجزائر أن تبقى أمل الشعوب كما تركها بومدين، تريد الجزائر أن تبقى دار عزة و كرامة كما تـركها بن مهيدي، تريد الجزائر أن تبقى ... أي حافظوا،،، حافظوا على تركة المليون و نصف المليون رجل، حافظوا على أمانة جدودنا و آبائنا، وطننا و مستقبل أبنائنا، أملنا و اسمنا و كل وجودنا، لا تطلب الجزائر رقص و مجون ثم بعد ذلك هجرة و رحيل، تطلب الجزائر حبَّا صادقا، قلبًا حيًّا، ضميرًا يعمل لأجلها.
شتان بين نوفمبر 54 و نوفمبر الجديد، شتان بيننا و بين رجال الزمن البعيد، بالأمس كنا عمالقة بالحرب نذل أعادينا و اليوم، نستهلك كل ما طاقاتنا لتدمير الجزائر، و كأننا نكرهها كَكُره الشياطين للملائكة، اليوم نهجر الجزائر، اليوم ندوس على قدسية العلم، فيُربط على السوق، اليوم نستبيح الوطنية فنرقص و نجتمع و تجتمع حولنا الشياطين، اليوم ننهب الجزائر و نستغل نوفمبر للتمرد و العصيان، لنفرح و نمرح و ما إن انتهى نوفمبر نعود للعادة القديمة، نلعن الجزائر و نسرق و نخرِّب و نثير الفساد، ثم نطلب الرحيل.
بربكم، بربكم كفى، اتركوا الجزائر و شأنها، ألا يحق لها أن تتنفس هواءً نقيًّا؟ الجزائـر ليست فندقًا نغادره إذا ساءت الخدمة، الجزائر وطن، الجزائر أمانة وجب علينا حمايتها ، فلو نطقت لطلبت الرحمة، فارحموها لعلكم ترحمون و اعشقوا الجزائر كعشقكم للفسـاد،
ستسـود الجزائـر بعشـقكم، لا بسهركـم و احتفالاتكـم .
بقـلـم: رحمــة ربيعــي.
التعليقات