بقلم:رمضان بوشارب
ترأس المدير العام للأمن الوطني السيد: اللواء عبد الغني هامل، رئيس آلية الافريبول اليوم الأربعاء بالعاصمة الجزائرية ، يدعو إلى حتمية تعزيز التعاون وتبادل الخبرات لوضع "استراتيجيات فعالة" بهدف ضمان فضاء الكتروني "مفتوح وآمن للجميع" .
هذا وقد قال اللواء خلال إشرافه على افتتاح أشغال الاجتماع الـ11 لرؤساء وحدات مكافحة الجرائم الرقمية لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ بأن
"الاستعمال الواسع لتكنولوجيات الإعلام والاتصال أتاح مجالا واسعا لتنامي الجريمة بشتى أنواعها، لاسيما الهجمات السيبريانية ذات الطابع الدولي وقرصنة البيانات و الأنظمة المعلوماتية والتعاملات الإجرامية في الفضاء المظلم، وتداول العملات الافتراضية خارج مجال الرقابة".
كما أضاف في ذات السياق أنه "من هذا المنطلق، يتعين علينا ان نكيف مساعينا في مكافحة الاستغلال السيئ للتكنولوجيات الحديثة عن طريق تعزيز سبل التعاون وتبادل الخبرات وتضافر الجهود من اجل وضع استراتيجيات فعالة لضمان فضاء الكتروني مفتوح وأمن للجميع".
و أوضح أيضا في أن الفضاء الافتراضي أضحى يمثل
"ملاذا للتنظيمات الإرهابية وكامل الشبكات الإجرامية، فضلا عن دوره في تجنيد المقاتلين الجدد وربط هذه الشبكات ببعضها البعض وتوفير مصادر تمويل خارج الرقابة المنتهجة في إطار تجفيف منابع التمويل التقليدية"، مبرزا أن "التهديد المتنامي وتعقد أساليب وطرق ارتكاب الجريمة الرقمية انجرت عنه رهانات للأجهزة الأمنية في مواجهة الظواهر الإجرامية المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة".
وقد استعرض حصيلة نشاط السنوات الأخيرة، أين تم تسجيل "نشاط ملفت و متسارع للجرائم الرقمية التي لم تقتصر فقط على المساس بالحياة الخاصة للأفراد والبيانات الشخصية، بل امتدت لتشمل الهجمات على الأنظمة المعلوماتية الحساسة والاحتيال عبر شبكة الانترنت، إلى جانب الاعتداء على القصر والتسويق الالكتروني للمخدرات والسلع المحظورة و الأنشطة التحريضية ونشر أفكار هدامة تتعارض وثوابت الأمة وقيمها".
وأشار في حديثه إلى تفعيل آلية الاتحاد الإفريقي للتعاون الشُرَطي (أفريبول) خلال الجمعية العامة الأولى المنعقدة في ماي 2017 بالجزائر "يعد ثمرة مسار فعال وجهود مشتركة بذلت في هذا الشأن من طرف الأفارقة قصد تطوير سبل التعاون وتبادل الخبرات، لاسيما في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والجريمة الالكترونية".
وبعد ان ذكر أن أشغال هذا الاجتماع تندرج في إطار تجسيد برنامج المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (أنتربول) الهادف إلى الوقاية من مختلف التهديدات و الأنواع الجديدة للجريمة الرقمية مع "ضرورة مواجهتها بحلول مبتكرة وفعالة"، عبر اللواء هامل عن "شكره وامتنانه" لمنظمة الانتربول و أمينها العام يرغن ستوك على اختيار الجزائر لاحتضان أشغال هذا اللقاء الإقليمي.
بدوره، اوضح نائب مدير الجرائم السيبريانية التابعة للانتربول، تاكا يوكو أوكو، أن الإجرام الالكتروني "يعرف اليوم تطورا كبيرا"، مبرزا أن هذا الإجرام "يتميز بالسرعة واستعمال تقنيات متعددة ومتطورة، الأمر الذي يشكل تهديدا لكافة دول العالم".
كما نوه بدور الجزائر "الرائد" في مكافحة الجريمة الالكترونية من خلال "ترسانتها القانونية التي وضعت لمكافحة هذا النوع من الجريمة".
و من جانبه ، عبر مدير إدارة مكافحة الجرائم المعلوماتية بوزارة الداخلية الليبية، العميد فرح بشير، عن أمله في أن تساهم نتائج هذا الاجتماع في "تعزيز التعاون الدولي لمكافحة هذا النوع من الاجرام، خاصة وان ليبيا اليوم في امس الحاجة إلى الدعم والمساندة"، فيما أكد منسق الشرطة الاورو-متوسطية، كارلوس غارسيا، أن أحسن إستراتيجية لمكافحة هذا النوع من الجرائم هي "تعزيز القدرات وتبادل المعلومات والخبرات" .
وقد تم خلال هذا الاجتماع تكريم اللواء هامل من طرف منظمة الانتربول نظير"الجهود التي يبذلها لتعزيز التعاون الشرطي الدولي".
كما كرمت المديرية العامة للأمن الوطني منظمة الانتربول نظير "الدور التي تقوم به في مكافحة الاجرام على الصعيد الدولي".
التعليقات