بقلم: سعيد الجزائري.
لا نأتي بالجديد عندما نقول ان لغتنا العربية في خطر.
فعندما ينحصر الخلاف بين القبائل والشعوب في نفس البلد حول اللغة والمستندات
الشرعية للوطن يدخل الانسان في صراع الفكري ويدخل في مرحلتين حيث يزوق المستعمر
مادة اعلامية دسمة تتناول مفهوم الحضارة من شعارات الوطنية التي تبدو مثل بائعة
الهوى التي تضع ادوات التجميل ويزينها لكي يستغل ضعف الشعوب المستعمرة ثم يقوم
بالتشويه عن طريق ترك مخلفات التشدد بالمبادئ القبلية التي تجعل تلك الشعارات في
نظر الطوائف انها لغة خائنة حتى تصبح اللغة الاستعمارية هي وليدة الثقافة المرجوة.
ان المشكل هو الابتعاد عن شروط النهضة الالية التي يجب ان تكون وفق خطط
ابداعية في الاهتمام باللغة من خلال تجسيد منظومة تربوية ابداعية تتخللها التطبيق
اللغوي للخروج باللغة العربية من التأويل والتخريف وحتى من الاخطاء الشائعة .
من المؤلم جدا ان نشاهد هذا التجريح باللغة العربية والتراجع المخيف في
الامكانيات لدى النسبة الاكبر في طلبتنا والسبب ان الطلبة اصبحت تتعامل معها
كالدروس الهامشية التي تلقى واللامبالاة من طرف المنظومة او الهيئة التعليمية
المشرفة .
ان هذا الاجحاف التي تمارسه هاته الهيئات التعليمية في تقليص الحجم الساعي
وحتى عدم الاهتمام بمحتوى البيداغوجي للكتاب او احترام سيكولوجية الطفل الشغوفة
بمعرفة هاته اللغة بالطرق الابداعية او عن طريق التعلم باللعب.
دون استثناء العائلات خصوصا في المجتمعات الكبرى التي تسعى الى تعليم طفل لغات
ثانوية على حساب اللغة الام التي لا يمكن تجاوزها لأنها هي من تؤسس للمجتمعات
الثقافية وهي من ترسم افاق النجاح للابتعاد عن التبعية وترسم للآباء الطريق الصحيح
في مختلف المجالات سواء الدينية او الدنيوية.
لا نبالغ في هذا الطرح لان صورة الواقع تتحدث بشكل منحنى الانحدار في هذا
الجانب خصوصا غالبية او اخطاء المثقفين من طلبتنا في مختلف المستويات وحتى المستوى
الجامعي .ومما لفت انتباهي هو ما يسمى بالتلهيج الثقافي .وله صور شتى .
ومنها ان المثقف المبدع يقدم نتاجه الثقافي والابداعي بالعربية الفصحى .ثم
يتحدث عنه بالعامية اي ان المثقف الذي يدير شانه الفكري والادبي والابداعي بلغته
القومية وهو يخط وهو يكتب ويدون وينشر .ثم اذا حاور او تحدث عبر امواج الاثير او
على شاشات المرايا يتحدث باللهجة العامية المركبة من اثنى عشر لغة او باللغة التي
يريدها الفكر الاستعماري وما اكثر تلك القنوات والموجات في وما اشدها من تأثير على
المثقف الذي يعلن تواطئ ضد ذاته وهويته الثقافية التي تؤدي الى الانتحار اللغوي
الذي يمارسه اغلب الوزراء في مستنقعات المستعمرة فكريا من اجل الموالاة للخدمة
مصالح الدبلوماسية للبقاء في سلطة مقابل تدمير الهوية العربية وارتباط الاخطاء
الاملائية في الخطاب امام الوفود والعدسات .ومن جهة اخرى تجد ان اللغة العربية يتم
اقحامها في بعض المشاهد من المسلسلات والمشاهد من العنف والارهاب ويربطها المفكر
الاستعماري بالغاية استهداف الدين الاسلامي .في الاخير ان الامة التي لا تحافظ على
لغتها الام تستحق المسخ والاذلال بكل اصنافه وهي بذلك تكون سهلة المنال لكي تصبح
منطقة حرب يمارس فيها التيه اللغوي الثقافي ونحن ندرك ما حدث بعد الحرب العراقية
والسورية الاخيرة من اغتصاب للثقافة العربية تحت غطاء الطوائف و رعاية هيئة الامم
المتحدة اذا لا مناص فإما نحافظ على هويتنا الناطقة بغض النظر على الطوائف
والقبلية او نجعل خيبتنا الحضارية ناطقة.
التعليقات