
جسور سيرتا شهدت ميلاده و رفعت نجمه وفيها ترعرع وزاد علمه.
علامة الجزائر عبد الحميد ابن باديس ونحن نقترب من الذكرى 77 لوفاته شهدت الساحة الصحفية في الجزائر خطابات سامة موجهة لنضال وفكر العلامة أقلام اختارت هذا الوقت لتبث سمومها اتجاه هذا الرجل الرباني .لسنا هنا في محل منح العصمة للعلامة إنما لننصف الرجل في عمله الإصلاحي التربوي بعيدا عن شبهات تلبيس إبليس وموقف العلامة من الفرنسيس.
بن باديس أحد أوتاد الإصلاح والنهضة الفكرية والثقافية التي شد بعضدها المجتمع الجزائري واشتد بها كيانه في وجه مدلهمات التحدي الاستدماري الفرنسي الخطير الذي كان يستهدف هوية الشعب الجزائري واقتلاعها من جذورها ومن مقوماتها الدينية واللغوية والوجودية وإلحاقها بحضائر العبودية للمستدمر الفرنسي . بن باديس الذي مات ولما يتجاوز عمره الواحد وخمسون عاما قضى أكثر من نصفها في خدمة الإسلام ومقومات الأمة الجزائرية مدرسا مصلحا بانيا للمدارس والمساجد كاتبا في الصحف والمجلات مسافرا بين مختلف أرجاء الوطن في سبيل دينه ووطنه وكل هذا تحت ظلام ووحشية المستعمر الفرنسي.
ان لابد لهذه الأقلام الجائرة ضد العلامة أن تكون في عنقها دين كبير ووفاء لعلامة الجزائر وخطه الرسالي والإصلاحي لا أن تثير تساؤلات وشبهات لتترك مخلفات سمومها في عمق المجتمع الجزائري ونحن أحوجنا اليوم في ظل العواصف التي تحيط بنا إلى من يعيد إلى هذه الأمة مجدها ونتذكر ماضينا والفضيلة .بعيدا عن كل نطحة فكرية وفضيحة.
لقد كان للشيخ ابن باديس اختيارات صعبة بين الولاء لوالده أو الهجرة خارج وطنه لكنه اختار وطنه قائلا- فنحن لا نهاجر، نحن حرّاس الإسلام والعربيّة والقوميّة بجميع مدعماتها في هذا الوطن-. لم يكن يداري في قضايا وطنه أو يداهن في قضاياه بل كان صريحا حكيما ليصدم فرنسا ومن يرافع لبقائها ولتشكل مقولته -ثمّ إنّ هذه الأمّة الجزائرية الإسلاميّة ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت- سما في حنجرة كل ناعق .فرحمه الله تعالى رحمة واسعة.
رمزي بوبشيش.
التعليقات