في الوقت الذي تأخذ الحكومة قضية المشطوبين والمتقاعدين بعين الإعتبار، فتتفنن في التعامل معهما بطرق سياسية شتى ؛ حتى ضخمت هاتين الفئتين؛ فظن الكثير من الناس بأن الجيش دخل في مواجهة مع الداخلية (رجال الأمن) أين اتخذوا منه معظلة سياسوية لتأزيم الوضع.
وليس هذا محور حديثنا؛ لأننا ها هنا سنتكلم عن فئة أخرى أكثر أهمية إذا تُعتبربأنها الفئة المجاهدة والتي وقفت في وجه الإرهاب في أيام العشرية السوداء، إنها فئة جنود الإستبقاء 18+6 التي عاشت أحلك أيام عز شبابها في الجبال والوديان والغابات ، شباب في مقتبل أعمارهم سبلوا أعمارهم في سبيل حماية هذا الوطن.
فهل يتم تأجيل قضيتهم لتصبح ورقة رابحة يراهنون عليها في انتخابات 2019

تعقيبا عن ندوة رئيس الحكومة السيد أحمد أويحي التي عقدها في إطار حزبي جمعه بمناضلي الحزب ورجال الإعلام ، والتي تطرق فيها
إلى قضية المتقاعدين والمشطوبين حيث ومن خلال تصريحاته تبين لنا؛ أنه لا يفرق بين هاتين الفئتين وفئتنا المهمشة والمهضوم حقها ألا وهي فئة المستبقين 18+6 التي تنشط تحت مضلة
(المنظمة الوطنية لمجندي الاحتياط في إطار التعبئة).
نعلمكم سيدي الوزير وكافة من لا يعلم ولا يعرف من نحن، إما جهالة أو عن قصد نية وتجاهل
نحن لسنا متقاعدين التحقنا بالجيش كموظفين ضمن المؤسسة العسكرية، هدفنا تامين لقمة العيش أو تأمين معاش دائم بعيدا عن الوطنية.
ولا نحن من فئة المشطوبين .
إنا لسنا أولئك ولا هؤلاء، إنما نحن من لبى نداء الواجب للدفاع عن وطننا المفدى( الجزائر) في الجبال والوديان والغابات و الأحراش، لا هَمَّ لنا سوى مكافحة الإرهاب والقضاء عليه؛ في الوقت الذي كان فيه أخرون ينعمون براحة الأمن الذي كنا نوفره لهم وهم متكئين على الأرائك في مكاتبهم .
نعم سيدي الرئيس، سادتي الوزراء و المسؤولين:
إننا إن نخاطبكم اليوم ليس لأنكم همشتم فئتنا و تجاهلتموها وهضمتم حقها فحسب؛ بل لأننا نعتبر انفسنا مجاهدين قمنا بواجب وشرف الجهاد دفاعا [عنكم يوما ما كنتم فيه تختبئون] خوفا من أن يمسسكم سوء.
إننا إذا نحسب أنفسنا مجاهدون ولا زلنا كذلك، فإننا نطالب بحقنا؛ بل بكامل حقوقنا غير منقوصة، وإننا سنبقى نناضل لأجلها حتى أخر رمق.
لكن هذا لا ولن يكون بطبيعة الحال على حساب وطنيتنا و حبنا لهذا الوطن؛ إنما نحن نعتبر أنفسنا خير خلف لخير سلف جاهد وحارب من أجل تحرير و استقلال الجزائر؛ لأن الجزائر مرت بمعركتين، معركة الثورة المسلحة ضد المستعمر الغاشم ، والثورة الثانية التي خضناها نحن ضد الإرهاب واستئصال جذوره.
السيد الرئيس، السيد قائد الأركان، السادة الوزراء، و السادة نواب البرلمان:
إنه لمن المؤسف حقا أن يُغَيَب ميزان العدل ويحكم العقل ، فَتُغَيَّبْ فئتنا؛ إذ تَقَلُبَ الموازين حيث نرى من كانوا بالأمس إرهاب يذبحوننا و أبنائنا وأبنائكم وادخلوا الجزائر في دوامة التقتيل ومن يقتل من ؟ ها هم اليوم ينعمون بمنحة او براتب على أساس التوبة ووضع السلاح.
في حين نُحْرَم من أدنى حقٍ من حقوقنا؛ و نحن من كنا أيامها في الصفوف الأولى، كدروع بشرية لحماية هذا الشعب وحمايتكم.
السيد الرئيس، السيد قائد الأركان، السادة الوزراء، و السادة نواب البرلمان:
نحن من دفع ضريبة السِّلْمِ، ففينا من قُتِلَ وفينا فَقَدَ عقله فَجُنَّ وفينا من هم معطوب حرب فتنة
واعلموا أن ثمة أرامل شهداء العشرية السوداء وأيتامهم يعيشون ال الفقر والحرمان في جزائر العزة والكرامة ، جزائر السلم الذي جاهدنا لأجله.
إننا نعلم بإحصائية مختصر لفئتنا:
- 140 ألف مستبقي 18+6
- 20 ألف شهيد من شهداء العشرية السوداء
- 16 ألف معطوب
- أكثر من 10 ألاف من الذين فقدوا عقولهم وانتحروا من هول ما رأوه فلم تتحمل قلوبهم
- 30 ألف ممن يعانون من اضطرابات نفسية
ناهيكم عن الأرامل والأيتام والمشردين
رمضان بوشارب
التعليقات